تعرضت مصر لكثير من الأزمات ومظاهر الفساد المختلفة فى العصر الفاطمى كادت تودى بالدولة الفاطمية لأكثر من مرة، ولكنها أبرزت لنا السياسة الاقتصادية للفاطميين مدى حنكتهم  وقوتهم فى كثير من الفترات فى مواجهة تلك الأزمات  .

      فهذه السياسة كانت تهدف إلى تدعيم اقتصاد البلاد، فقد رأى جوهر الصقلى أن الدولة لكى تتمكن من حسن تنفيذ قراراتها وسياستها الاقتصادية التى أصدرتها فإن عليه تكثيف المراقبة على الأسواق والتجار للقضاء على مظاهر الفساد الأقتصادى، وجعل هذه المهمة على عاتق المحتسب؛ فتعد وظيفته من أهم الوظائف فى مصر، فالمحتسب كان من كبار موظفى الدولة الذى يمثل الناس فى أحوالهم، وهو أهم المقربين إلى الخليفة الفاطمى، وكان يساعده اثنان من الموظفين المهمين بوصفهما نائبين؛ له وهما متولى الستر وصاحب السيف؛ هما اللذان كانت مهمتهما النظر فى أمر الأسعار بأمر من المحتسب ([1]) .