كلمة تقديم

منذ أعوام، بدأت ألاحظ أن أبواب النشر تكاد تكون مغلقة، وهي مواربة في أحسن الحالات، أمام مواهب الإبداع الكامنة في صدور الجيل العربي الجديد، وقلما تجد هذه المواهب مكانها تحت شمس الكلمة المنشورة، من هنا كان قراري باستحداث جوائز الشيخ عبد الله المبارك الصباح للإبداع العلمي في أربع من موضوعاته كل عام، وجوائز د. سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي في أربع من فنونه، وقد استمر العطاء وكان بوابة أمام عشرات المبدعين في العلوم والآداب والفكر والفنون، ونالت الأعمال الفائزة ما تستحق من اهتمام بالنشر ومن تكريم مادي ليكون حافزًا لجيلنا الجديد على الإسهام في مسابقات الإبداع العربي.

لقد تم تحديد شروط المساهمة بعروبة البحث، كاتبًا ولغة، دون النظر في الهوية الكيانية لأن الجوائز خصصت للمبدع العربي ولم يدخل ولن يدخل في اعتبارها الدولة التي ينتمي المبدع إليها، ولدت المسابقة عربية وتبقى عربية، تتبدل فيها الموضوعات المقترحة كعناوين للمساهمات ويتغير أحيانًا شرط السن والذي يستقر اعتبارًا من مسابقات العام 1996م عند حد الثلاثين من العمر، لقد نوقش هذا الشرط وكان رأينا فيه واضحًا: هذه المسابقات تهدف إلى تشجيع المواهب الجديدة التي قلما تتاح لها فرص البروز التي تستحق، إن تشجيع الجيل الجديد هو هدفي لذلك لابد من أخذ عمر المساهم والمساهمة بالاعتبار وإلا فاز الفرسان المبرزون بها كل عام.

هكذا إذن تفتح "دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع" بوابة ضوء أمام المواهب العربية الطالعة سنويًا، معلنة عن مسابقاتها في الصحف والمجلات، مستقبلة المساهمات اعتبارًا من نهاية شهر حزيران (يونيو) حتى نهاية شهر آيار (مايو) من كل عام، وتقدم الدار ثلاث جوائز لكل مسابقة: ثلاثة آلاف دولار أميركي للفائز الأول، ألفا دولار أميركي للفائز الثاني وألف دولار أميركي للفائز الثالث مع احتفاظها بحق طبع وتوزيع الأعمال الأولى ولمرة واحدة فقط، خلال ثلاث سنوات من تاريخ فوز المبدع بجائزته، وبشرط أن تنشر الأعمال الفائزة خلال عام من تاريخ الإعلان عن أصحابها وإلا كان من حق الفائز طباعتها.

إن هذه المسابقات، تظل حتى اليوم متميزة في اختيارها عطاء الجيل الجديد منبرًا للمنافسة النبيلة في ميدان الكلمة العربية، ومن هذا المنطلق يصدر هذا الكتاب تأكيدًا لالتزامنا بنشر الأعمال الأولى، مفسحين الطريق أمام الأسماء الجديدة لتأخذ موقعها الذي تستحق في مسيرة النشر العربي الهادف لخير الأمة ولفلاحها ولتقدمها المؤمل.

29/5/1995م                                           د. سعاد محمد الصباح