ورد ذكر الجراد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿فأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ﴾، وقوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾، الميل الواحد من سرب الجراد يوجد به من (100) إلى (200) مليون جرادة، وتصل بعض الأسراب إلى (4000) مليون جرادة يصل وزنها (8000) طن، يلتهم سرب الجراد الغازي حوالي (800) طن من الكساء الخضري في المكان، الطن الواحد من الجراد يأكل قدر ما تأكله (10) أفيال، (25) جملاً و(150) رجلاً، يبيد الجراد الغازي محاصيل الذرة والقمح والشعير وقصب السكر والقطن وأشجار الفاكهة والتوت والجميز وغيرها، وتضع الأنثى في المرة الأولى حوالي (120) بيضة تفقس ليخرج منها (120) حورية.

وتعد الهجرة عامل أساس في النضج التناسلي للإناث والذكور في الجراد، تجوب أسراب الجراد الصحراوي مناطق الانتشار المختلفة دون أن تعترف بحدود إقليمية أو تعبأ بسدود أو وديان لأنها ترنو دوماً في كافة تحركاتها وسكناتها نحو المحافظة على نوعها، وهذه سنة الله أودعها في كافة مخلوقاته. 

ويوجد من الأسراب الطائرة للجراد نوعان:

السرب الطبقي: ويرى عادة في ظروف جوية غائمة أو متأخرة بعد الظهر حين يبرد سطح الأرض وتنتهي تيارات الحمل المتنقلة، وهذا النوع من الأسراب يظهر على شكل مساحة مكونة من أفراد الجراد المتراصة، ويطير هذا النوع من أسراب الجراد على ارتفاعات قليلة لا تزيد عن (300) متر من سطح الأرض.

السرب الركامي: ويرى في أكثر ساعات النهار في ظروف تسودها الشمس الساطعة وتتراكم أفراده فوق بعضها في الجو فتشكل ما يشبه البرج، وغالباً ما يطير هذا النوع من الأسراب على ارتفاعات شاهقة تصل أحياناً إلى (1000) متر فوق سطح الأرض وتساعدها على ذلك تيارات الحمل المتنقلة، وتظهر في السرب تغيرات مستمرة بالنسبة لكثافة أجزائه المختلفة أثناء الطيران.

أما عن توزيع الأفراد داخل السرب فيتميز النوع الأول المذكور سابقاً بأن الكثافة العددية لأفراده كبيرة (معدل توزيع الأفراد في السرب يترواح بين جرادة إلى عشر جرادات في المتر المربع الواحد من السرب).

أما النوع الثاني فكثافة توزيع أفراده قليلة جداً (معدل توزيع الأفراد في السرب يتراوح بين (0.001) جرادة إلى (0.1) جرادة في المتر المربع الواحد من السرب) حتى يمكن أن تملأ جدود السرب المنتشر إلى أعلى.

ويختلف شكل السرب في الرحلة الواحدة لنوع واحد من الجراد، وذلك يتأثر بالتيارات الهوائية التي تواجهه، فقد تبدأ الرحلة بسرب طبقي، وما يلبث أن يتغير شكله إلى النوع الركامي، خصوصاً إذا ارتفعت درجة حرارة الجو عن الساعات الأولى من رحلة الطيران. 

الجراد له قدرات خارقة

1- يطير بسرعة تصل إلي 19 كيلو متر في الساعة طبقا للرياح.

2- يستطيع السرب السفر لمسافة تصل إلي 130 كيلو متر أو أكثر في اليوم.

3- يستطيع البقاء طائرا لمسافات طويلة فيعبر البحر الأحمر نحو 300كم.

4- عام 1954 هاجر من شمال غرب أفريقيا إلي الجزر البريطانية.

5- في عام 1988 هاجر من غرب أفريقيا إلي جزر الكاريبي حوالي 5 ألاف كيلو متر في نحو 10 أيام.

6- يتفاوت حجم السرب من اقل من كيلو متر مربع الي عدة مئات منها.

7- قد يصل عدد الأفراد إلي 40 - 80 مليون في الكيلو متر مربع من السرب أو أكثر. 

8- احتوي أكبر حشد شهده القرن الماضي علي 40 بليون حشرة، غطت مساحة تقدر بنحو ألف كيلو متر مربع.

-فمن علم هذه الحشرة هذا السلوك المنتظم؟

-ومن هدى هذه الحشرة إلى هذا السلوك المعجز أن كما قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ طه:(50).

-من لطف الله بالناس أن هناك عوامل بيئية تحد شيئاً من أعداد الجراد، فللجراد طفيلاته وأعدائه التي تتغذى بكل طور من أطواره (البيض الحورية الحشرة الكاملة) من الطيور والزواحف (والفطريات) وتوجد نسبة من الوفيات في التجمعات الكبيرة وبخاصة إذا قابلتها ريح عاتية.

-وقد عانى الإنسان من نوازل الجراد منذ بداية زراعته للمحاصيل، ويصف سفر الخروج هجوم الجراد على فرعون وقومه نحو عام (1300) قبل الميلاد.

وللجراد فوائد كثيرة منها:

-الجراد غذاء للحيوانات وخاصة الطيور.     

-الجراد غذاء للإنسان في المناطق الصحراوية.

-الجراد بعد موته وبحفره التربة للبيض يزيد من خصوبة التربة وتهويتها.

-الجراد بيئة صالحة لحياة بعض الفطريات التي يعيش على أجساد الحشرات وبقاياها.