عرف البترول منذ آلاف السنین، وعرفتھ شعوب العالم ذات الحضارات القدیمة، كمصر وبابل وسومر والصین وروسیا.وقد ورد ذكر البترول في الكتب المقدسة، وكذلك فیما كتبھ الرحالة الأوائل، وقد جاء في التاریخ القدیم أن فلك نوح علیه السلام قد غُطي من الداخل والخارج بالقطران .

وفي العصور الحدیثة، وفي منتصف القرن التاسع عشر، أصبح للبترول مكانته الراسخة في الحضارة الإنسانیة، وصارمصدرًا مھمّا من مصادر الحرارة والضوء، وكان الناس حتى ذلك الحین، یحصلون على حاجتھم من البترول من الكمیات البسیطة التي یعثرون علیھا على شكل رشح على سطح الأرض، أو على سطح میاه البحیرات والأنھار. فلما أوشكت ھذه المقادیر القلیلة على النفاذ، أخذ الناس ینقبون عنھ في باطن الأرض .

وكان نجاح " أدوین دریك " في حفر بئر البترول الأولى، في شمال غربي بنسلفانیا بالولایات المتحده الأمریكیة في عام 1859 م، إیذانًا بمولد صناعة البترول العالمیة، التي لم تلبث أن أصبحت  في أقل من نصف قرن  إحدى الدعائم الرئیسة التي ترتكز علیھا الحضارة الإنسانیة. وفي مصر، لم یمض أكثر من تسع سنوات على قیام دریك بحفر بئره الأولى، حتى عُثِرَ على البترول في منطقة "جمسه" على الساحل الغربي لخلیج السویس .