مصادر الفلسفة اليونانية-1- مشكلة الأصل الأول للفلسفة اليونانية

يقول ديوجينيس اللائرتي معبراً عن وجهة نظر القائلين بالمعجزة اليونانية في كل العصور، وأن الفلسفة بدأت في بلاد اليونان لا بل الجنس البشري ذاته بدأ في بلاد اليونان ! وفي ذلك يقول اللائرتي: "ولقد غاب عن نظر هؤلاء المؤلفين أن الانجازات التي نسبوها إلى البرابرة (= الأجانب) ترجع إلى الإغريق الذين بدأ بهم الجنس البشري ذاته لا الفلسفة وحدها ([1]) ! وهكذا نجد أن نشأة الفلسفة كانت بين الإغريق وفي بلادهم، بل إن اسمها نفسه قد استعصى على الترجمة من قبل أية لغة أجنبية ([2]). وفيثاغورث كان أول من استخدم كلمة (الفلسفة)، وأطلق على نفسه لقب الفيلسوف (= محب الحكمة)، لأنه اعتقد أنه: "لا يوجد إنسان حكيم وأن الله وحده هو الحكيم" وينسب إليه هيراكليديس البونطي في كتابه "عن توقف الحياة peri Apnou" – أنه نطق بهذه العبارة في مدينة سيكيون Sicyon في أثناء نقاشه مع ليون Leon، الذي كان طاغية على مدينة السيكيونيين أو أهل فليوس Phlios. وعلى أثر تلك المقولة بادر الناس إلى تسمية (دراسة الفلسفة) باسم الحكمة (Sophia=sofia)، وتسمية المتخصص فيها باسم الحكيم (σοφος= Sophos) إشارة منهم إلى بلوغه ذروة الفكر العقلي، على حين سُمي الطالب الذي يدرسها باسم الفيلسوف Philosophos (=φιλοσοφος محب أو صديق الحكمة) ([3])".

 

([1])  ديوجينيس اللائرتي: حياة مشاهير الفلاسفة، الكتاب الأول، فقرة 3.  ترجمة وتقديم: د.إمام عبد الفتاح إمام، راجعه على الأصل اليوناني: د. محمد حمدي إبراهيم، المشروع القومي للترجمة 1033،المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2006م ص 30.

([2])  ديوجينيس اللائرتي: حياة مشاهير الفلاسفة، الكتاب الأول، فقرة 4، ص  32.

([3])  ديوجينيس اللائرتي: حياة مشاهير الفلاسفة، الكتاب الأول، فقرة 12، ص ص 36-37.