مصادر الفلسفة اليونانية-2- الديانة والأساطير

  • نظام الرؤية الثيولوجية الميثولوجية إلى الوجود

يتمثلُ نظامُ الرؤيةِ الثيولوجية الميثولوجية إلى الوجود، والتي كانتْ سائدةً قبل الفلاسفة اليونان الأوائل، في ذلك التصور الذي يمكن أنْ نسميَه بــــ "اللاهوت الحسي". لقد خلعَ هوميروس وهسيودوس على الآلهةِ صفاتِ البشر؛ وعلى ذلك كانتْ الآلهةُ عنده "أنثروبومورفيين،anqropromorfismoi، (anthropomorfismoi ) أو "ناسوتيين" ([1]). وتتمثل هذه الرؤيةُ الحسيةُ للآلهة في عناصر، نَمتْ عبر الزمن الميثولوجي، وعبر نقلاتٍ كبرى للثيولوجيا اليونانية، تبدأ من الخاؤس، وأوكيانوس، مرورًا بأورانوس وكرونوس وانتهاءً بزيوس. إنَّ أولَ ما يجبُ أن نلاحظَه- في علاقةِ الآلهةِ اليونانية بالعالم- هو أنَّ الآلهةَ لمْ تخلقْ العالمَ ولم تكُ موجودةً قبله، بل العالمُ كان موجوداً، قبل الآلهة، ويمكن القول- مع أديث هاميلتون ([2])- أن العالمَ هو الذي خلق الآلهةَ اليونانية، وليس الآلهةُ اليونانيةُ هم الذين خلقوا العالمَ !

 

([1])  د. أحمد عتمان: الشعر الإغريقي تراثًا إنسانيًا وعالميًا، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، مايو،1984م، ص57.

([2])  Edith Hamilton: Mythology, Little, Brown and company, Boston, 1944, P. 21.