هذا الكتاب يتحدث عن مختلف قضايا الإصلاح التربوى وإسهامات الشراكة المجتمعية العربية المعاصرة فى تدعيمها، ولا يتوقف هذا الكتاب عند عرض مفاهيم الإصلاح التربوى وقضاياه المطروحة الآن فى المجتمعات العربية مثل الحاجة الماسة إلى التنمية الثقافية والمهنية الفعالة، وتنمية عوامل الالتزام لدى أفراد المجتمع العربى، إلى جانب جهود التنظيمات المجتمعية لترشيد الإنفاقات فى مجال التعليم فى البلدان العربية فقط، إنما يناقش هذا الكتاب كيفية تطبيق هذه المفاهيم الإصلاحية فى مجالى التربية والتعليم من خلال تفعيل الشراكة المجتمعية المعاصرة بين الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات الأهلية والجهود التطوعية والخيرية فى الوطن العربى مقترحاً خارطة طريق عربية إسلامية خالصة حول نمط الشراكة المجتمعية العربية المعاصرة فى تدعيم قضايا الإصلاح التربوى المنشود فى عدة مجالات أهمها تنمية الثقافة السياسية بين الأفراد،ومقاومة ثقافة الفقر بينهم، وتنمية الثقافة البيئية والسكانية ونشر الثقافة الترويحية، إلى جانب التنمية المهنية للمعلمين فى هذه المجتمعات العربية.كما يطرح الكتاب الحالى معالم طريق ورؤى عربية إسلامية حول نمط الشراكة المجتمعية العربية المطلوبة فى تنمية جوانب الحرية المسئولة بين الأفراد، وتنمية جوانب العمل التعاونى بينهم، وكيفية تفعيل صناعة القرار التربوى، وتنمية جوانب الانضباط والدقة فى عمل الأفراد، إلى جانب تنمية عوامل الانتماء بينهم، وكيفية إسهامات البيئات التعليمية العربية لتوفير شروط التربية الإبداعية لدى الناشئة فى الوطن العربى، والذين يمثلون أمل هذه الأمة فى العيش بكرامة مع الآخرين.

ويتبنى الكتاب الحالى عدة تطبيقات لسياسات تعليمية عربية من أجل ترشيد أوجه الإنفاق فى مجال التعليم، مثل توفير المخصصات المالية للتعليم من خلال شراكة مجتمعية معاصرة، ومن خلال التمويل الذاتى للمدارس، ومن خلال خصخصة بعض الخدمات التربوية فى البيئات المدرسية فى البلدان العربية، إلى جانب إصدار تشريعات أداء الجودة فى المدارس والعمل على تدعيم الربحية من الإنفاق فى مجال التعليم فى الوطن العربى وتشجيع التوجه نحو العمل الحر والانخراط فى مشاريع الصناعات الصغيرة.ومن ثم يبحث مؤلف هذا الكتاب عن شراكة مجتمعية عربية معاصرة من أجل تدعيم قضايا الإصلاح التربوى المنشود فى الألفية الثالثة فى الوطن العربى.