رسالة ماجستير

 

استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة بمدرسة الأمل بنات للصم بأسيوط

 

رسالة لاستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير

في التربية الخاصة

( تخصص: صعوبات تعلم )

 

إعـداد

عبد المنعم شحاته محمد فراج

 معلم أول أ بمدرسة الأمل بنات للصم بأسيوط

 

إشراف

أ.د/ محمد رياض أحمد

أستاذ علم النفس التربوي

كلية التربية - جامعة أسيوط

د/ رانيا إمام مصطفى

مدرس علم النفس التربوي

كلية التربية - جامعة أسيوط

                               

1441هـ / 2020م

 

استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة بمدرسة الأمل بنات للصم بأسيوط

هدفت هذه الدراسة إلى اختبار فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على صعوبات تعلم القراءة لدى ذوات الإعاقة السمعية بمدرسة الأمل الثانوية بنات بأسيوط، وقد تكونت عينة الدراسة من طالبات الصف الثالث الثانوي لمدرسة الأمل للصم بنات في مدينة أسيوط البالغ عددهم (22) دارسة، واستخدم الباحث المنهج شبه التجريبي الذي يتضمن مجموعة تجريبية تعرضت للبرنامج القائم على مدخل الاستجابة للتدخل، كما استخدم الباحث، استمارة جمع البيانات والمتابعة النفسية، والاختبار التشخيصي للقراءة، والأنشطة والمهام التدريبية في ضوء مدخل الاستجابة للتدخل، واستبانة آراء التربويين في معاهد الصم والمعلمين والمشرفين في مدارس الأمل للصم، ومقياس ذكاء ستانفورد بنيه لقياس مستوى الذكاء لدى الطالبات، كأدوات للدراسة، وقد توصل الباحث إلى العديد من النتائج أهمها: وجود تأثير وفعالية لمدخل الاستجابة للتدخل في الكشف عن ذوي صعوبات تعلم القراءة من ذوي الإعاقة السمعية ورفع مستوى المهارات التعليمية وتحسين مستوى السلوك الإيجابي داخل الفصل والاهتمام بالأنشطة الصفية مما كان له أثر كبير في تحسين مستوى الدافعية للإنجاز والتعلم وتحقيق تقدم ملحوظ، كما أشارت النتائج إلى فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في الكشف عن التلاميذ ذوي صعوبات تعلم القراءة من تلاميذ ذوي الإعاقة السمعية، كما أوصت الدراسة بالعديد من التوصيات أهمها: ضرورة استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في حل مشكلات تشخيص ذوي صعوبات التعلم، وكذلك تدريب المعلمين على استخدام مدخل الاستجابة للتدخل لتحسين جودة التعليم في المدارس.

الكلمات المفتاحية: الإعاقة السمعية، مدخل الاستجابة للتدخل، صعوبات القراءة.

 

ملخص الدراسة

ــــ

الفصل الأول: التعريف بالدراسة :

مقدمة الدراسة :

في ظل التطورات المتسارعة التي يمر بها العالم في وقتنا الحالي اتجهت كافة الدول إلى الاهتمام بكافة شرائح المجتمع خاصة المعاقين ومنهم ذوي الإعاقة السمعية وذلك برعايتهم وتقديم الخدمات التعليمية المختلفة لهم، حيث يشير جمال محمد (2013، ص.152) إلى أنه يعد تعليم الصم وضعاف السمع أحد أقدم مجالات التربية الخاصة، حيث تحرص العديد من الدول على توفير سلسلة متصلة من البرامج التعليمية المصممة لتلبية احتياجات الطلبة الصم وضعاف السمع، وفي العقود الأخيرة وفرت التكنولوجيا الحديثة ممثلة في أجهزة الكمبيوتر والإنترنت والمعينات السمعية الرقمية والأجهزة والأدوات المساعدة على الاستماع، والإعاقة السمعية هي كما يعرفها أسامة فاروق (2014، ص.238) وجود عجز في القدرة السمعية بسبب وجود مشكلة في مكان ما في الجهاز السمعي فقد تحدث هذه المشكلة في الأذن الخارجية أو الأذن الوسطى أو الداخلية أو في العصب السمعي الموصل للمخ والفقدان السمعي قد يتراوح مداه من الحالة المعتدلة إلى أقصى حالة من العمق والتي يطلق عليه الصمم.

وتؤثر الإعاقة السمعية على خصائص النمو للتلاميذ وخاصة النمو اللغوي حيث يشير زياد كامل وآخرون (2013، ص.218) إلى أنه يعد النمو اللغوي في جميع جوانبه من أكثر مظاهر النمو تأثراً بالإعاقة السمعية حيث إن عدم قدرة الطفل المعوق على اكتساب اللغة وتعلم الكلام يعود إلى عدة عوامل عدم إمداد الطفل بتغذية راجعة سمعية مناسبة عندما ينطق ببعض الأصوات في مرحلة المناغاة أو مرحلة الطفولة المبكرة جداً وكذلك عدم إمداد الطفل بإشارة سمعية كافية أو تعزيز وتشجيع لفظي مناسب من قبل المحيطين بالطفل، بالإضافة إلى عدم حصول الطفل على مدخل لفظي مناسب لكي يقوم بتقليده ومحاكاته بصورة ملائمة.

ويقدم مدخل الاستجابة للتدخل أسلوب يستخدم من قبل المعلمين للتعرف على الطلاب الذين يحتاجون إلى الفرص التعليمية الإضافية، ويقدم أسلوب حل المشكلات الذي يوجه صنع القرار القائم على المعلومات الخاصة بالطلاب ذوي الإعاقة السمعية، ويضع أسلوب رصد التدخلات المحددة الناجحة المستخدمة لدى الطلاب ذوي الإعاقة السمعية، حيث يقدم مدخل الاستجابة للتدخل مجموعة من البيانات التي تسمح للمعلمين بالاستجابة للاحتياجات التعليمية للطلاب بشكل مبكر، وإجراء التغيرات التربوية مع رصد النمو الطلابي لضمان تحقيق الأهداف، وفي حالة عدم تحقيق الطلاب للتقدم المطلوب يتم تغيير مدخل الاستجابة للتدخل في التعليم لزيادة معدل النمو الطلابي وتلبية الاحتياجات الخاصة بالطلاب ذوي الإعاقة السمعية (Luckner John &Corey Pierce, 2013, P. 13).

ومن هذا المنطلق تأتي الدراسة الحالية للتعرف على كيفية استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة بمدرسة الأمل بنات بأسيوط.

مشكلة الدراسة :

تعد صعوبات التعلم بمثابة مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التي تظهر على هيئة صعوبات ذات دلالة في اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التفكير أو القدرة الرياضية ، وترجع هذه الاضطرابات لذات الفرد ويفترض حدوثها نتيجة خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي ، وقد تحدث خلال فترات حياتية مختلفة هذا وقد يرافقها مشكلات في سلوك تنظيم الذات والإدراك والتفاعل الاجتماعي لكونها لا تعد صعوبة من صعوبات التعلم في حد ذاتها وعلى الرغم من أن صعوبات التعلم قد تتزامن في حدوثها مع حالات أخرى للإعاقة (كالإعاقة الحسية أو الإعاقة العقلية ، أو أحد الاضطرابات الانفعالية الخطيرة) أو مع مؤثرات خارجية معينة كالتباينات الثقافية والتدريس غير الكافي أو غير الملائم وإنها مع ذلك لا تعد نتيجة لتلك الظروف (National Joint Committee on Learning Disabilities, 2019) ونستخلص من التعريف أن صعوبات التعلم تكون ناتجة من خلل في الجهاز العصبي وليست تعود إلى أسباب تتعلق بالإعاقة سواء بصرية كانت أو سمعية أو غيرها أي أنها هي إعاقة مستقلة بذاته كغيرها من الإعاقات الأخرى وقد تكون مصاحبة لأي إعاقة أخرى.

وعلى الرغم من الاهتمام بذوي الإعاقة السمعية وتقديم الخدمات التعليمية المختلفة والمميزة لهم إلا أنهم تواجههم العديد من المشكلات الدراسية والتي تتمثل أغلبها في صعوبات التعلم خاصة صعوبات تعلم القراءة حيث رصدت دراسة لبنى حسن (2009) ضعفاً ملحوظاً في مستوى التلاميذ المعوقين سمعياً في القراءة والكتابة، وأشارت دراسة علي بن حسن وحمده بنت بلية (2017) إلى ضعف مستوى القراءة عند التلميذات الصم وضعاف السمع، وأشارت دراسة علي سعد (2017) تدني مستوى التلاميذ المعاقين سمعياً في مفردات اللغة ومحدودية الثروة اللغوية، وقد أشارت جيهان محمد (2010) إلى وجود ضعف المستوى القرائي والكتابي لدى تلاميذ مدرسة الأمل وضعاف السمع بإدارة أبو حماد التعليمية بمحافظة الشرقية، وقد أشارت دراسة وائل عبد الله (2012) إلى افتقار الأطفال ضعاف السمع في العريش للمهارات اللغوية، وقد أشارت دراسة إبراهيم عبد الله (2011) إلى ضعف مهارات القراءة لدى الطلاب المعاقين سمعياً، وقد رصدت دراسة لينا عمر (2011) مظاهر صعوبات قرائية لدى ضعيفات السمع، وأشارت دراسة نعمات عبد المجيد (2017) لضعف قدرات الأطفال زارعي القوقعة بمدارس الدمج بمدارس الدمج بمحافظة الإسكندرية في مهارات الفهم القرائي من حيث إدراكهم لعمليات استقبال المعلومات الفهم اسمعي والمحادثة والكتابة إلخ، وذلك لضعف قدراتهم وإمكانياتهم.

وبالتالي فإن مدخل الاستجابة للتدخل ظهر كإستراتيجية فعالة لحل مشكلة صعوبات التعليم لدى الأفراد، ونتيجة لذلك ظهرت الحاجة الملحة لتدريب المعلمين على استخدام مدخل الاستجابة للتدخل للتعرف على ذوي صعوبات القراءة من الطلاب المعاقين سمعياً حيث يشير  Cavendish, Wendy(2016, P. 25) إلى أنه توجد بعض التحديات التي تواجه تطبيق مدخل الاستجابة للتدخل على الطلاب ذوي صعوبات التعلم ومنها التغيرات في إجراءات رصد مستوى استجابة الطلاب لنظام الاستجابة للتدخل المستخدم لتحديد الاحتياجات الخاصة لدى الطلاب، والمشكلات المتعلقة بالتنمية المهنية للمعلمين وتدريبهم على استخدام الاستجابة للتدخل وتصورات أفراد المجتمع المدرسي حول الطلاب ذوي صعوبات التعلم وأسرهم والضغوط الخارجية من الأنظمة المحاسبية الخاصة بالمنطقة والدولة التي تؤثر على تطبيق نظام الاستجابة للتدخل على الطلاب ذوي صعوبات التعلم.

وبناءاً على ما سلف ذكره في مقدمة الدراسة ومشكلتها فإن الدراسة الحالية سوف تتحقق من مدى فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على الطالبات ذوات الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة وسبب القصور في القراءة لدى الطالبات ذوات الإعاقة السمعية وهل مرجعه إلى نقص فرص التعلم والتعليم أم مرجعه إلى صعوبات تعلم وهو ما تحاول الدراسة الحالية بحثه والإجابة عنه ومن ثم فنحن في حاجة للدراسة الحالية على وجه الخصوص لاستخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على الطالبات ذوات الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة وهل مشكلات القراءة لدى المعاقين سمعياً يرجع إلى قصور في التدريس والعملية التعليمية وعدم ملائمة المقررات الدراسية أم نحتاج إلى بذل جهد أكبر من ذلك أم بالفعل لديهم صعوبات تعلم؟  

ومن ثم فإن الدراسة الحالية تسعى للإجابة عن السؤال التالي:

تساؤل الدراسة :

  1. ما فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة؟

وهو ما تحاول الدراسة الحالية البحث عنه.

هدف الدراسة :

الهدف الرئيسي للدراسة :

التحقق من فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على صعوبات تعلم القراءة لدى ذوات الإعاقة السمعية بمدرسة الأمل الثانوية بنات بأسيوط.

أهمية الدراسة : تتمثل أهمية الدراسة الحالية في المحاور التالية:

أولاً: الأهمية من الناحية النظرية:

  • تكتسب هذه الدراسة أهميتها من أهمية صعوبات التعلم لتأثيرها على استيعاب الطالبات واكتسابهن المعلومات والمهارات الحياتية المختلفة.
  • تنبع أهمية الدراسة من تناولها لشريحة تعد من أهم شرائح المجتمع المصري وهم ذوت صعوبات القراءة المعاقات سمعياً.
  • قد تساعد هذه الدراسة في أن تكون قاعدة ينطلق منها باحثون آخرون للكشف عن المزيد من الحقائق المعرفية التي تهتم بهذا المجال.

ثانياً: الأهمية من الناحية التطبيقية:

  • تنبع أهمية الدراسة من كونها دراسة ميدانية تقترب كثيراً من الواقع الحالي والتي ترصد استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على الطلاب ذوي صعوبات تعلم القراءة المعاقين سمعياً.
  • الإسهام في لفت أنظار مسئولي مدارس التربية الخاصة لذوي الإعاقة السمعية إلى تقديم خدمات تعليمية متخصصة لذوي صعوبات تعلم القراءة.

حدود الدراسة:

  • حدود موضوعية:
  • تتمثل الحدود الموضوعية للبحث الحالي في استخدام مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على الطالبات ذوات صعوبات التعلم المعاقات سمعياً بمدرسة الأمل بنات بأسيوط
  • حدود بشرية:
  • الطالبات والمعلمين بمدرسة الأمل بنات لذوي الإعاقة السمعية بأسيوط.
  • حدود مكانية: مدرسة الأمل بنات لذوي الإعاقة السمعية بأسيوط
  • حدود زمانية:العام الدراسي 2019/2020.

الفصل الثاني: الإطار النظري والدراسات ذات الصلة :

تناول الفصل الحالي الجانب النظري لموضوع الدراسة من خلال جزأين أساسيين وهما الإطار النظري للدراسة والذي تضمن مدخل الاستجابة للتدخل من حيث مفهومه ومبادئه وأهدافه ومراحله والتحديات التي تواجه تطبيقه، ومحددات صعوبات التعلم لدى المعاقين سمعياً، والفرق بين مدخل الاستجابة للتدخل والمحكات التقليدية لتشخيص صعوبات التعلم، والجزء الثاني والذي اشتمل على الدراسات والبحوث العربية والأجنبية المتصلة بموضوع الدراسة والتي سعى الباحث إلى الاطلاع عليها، وذلك بهدف الاستفادة منها في توضيح الحاجة إلى إجراء الدراسة الحالية وتحديد منهجها وقد انقسم هذا الجزء إلى محوران رئيسان الدراسات تناولت مدخل الاستجابة للتدخل والدراسات التي تناولت صعوبات التعلم لدى ذوي الإعاقة السمعية، وأخيراً تعليق عام على الدراسات ذات الصلة ككل لتحديد أوجه تشابه واختلاف الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة.

الفصل الثالث: إجراءات الدراسة :

تضمن هذا الفصل وصفا تفصيلياً لإجراءات الدراسة و تحديد حجم العينة، مع عرض لأدوات الدراسة، و خطوات إجرائها.

منهج الدراسة :

المنهج المستخدم هو المنهج شبه  التجريبي والقائم على التصميم التجريبي ذى المجموعة الواحدة وذلك لقياس التغير الحادث نتيجة للتعرض للبرنامج المبنى على نموذج مدخل الاستجابة للتدخل .

 وتعتمد الدراسة على:

  • الفحص الشامل الذي يتضمن تقييم أداء الطلاب بشكل منهجي لتحديد التقدم المناسب والعوامل التي تؤدي إلى الإخفاق الدراسي.
  • رصد التقدم المستمر الذي يقوم على تقييم تقدم الطالب على أساس منظم لتحديد اتجاهات النمو غير المناسبة والتي تحتاج مزيد من الدعم التربوي.
  • التدخلات القائمة على استمرارية الدليل التي تنبثق بشكل علمي من البحوث الموثوقة المتنوعة في مستوى الكثافة والدعم واستخدام المناهج الدراسية الفردية المكثفة التي تناسب احتياجات الطلاب.
  • صنع القرار وحل المشكلات بناء على المعلومات التي تشمل صنع القرارات التربوية بناء على النتائج الدراسية ونمو الأداء الطلابي والتعديلات التي يتم تنفيذها عندما يكون النمو غير متكافئ.
  • دقة التنفيذ التي تشمل استخدام الإجراءات الخاصة من أجل التوثيق المنظم لمستوى التنفيذ، بحيث تكون التعديلات في الممارسات التعليمية المستخدمة تتفق مع المستوى العالي من الدقة في تنفيذ المدخل.

 - صنع القرار القائم على البيانات حول احتياجات الطلاب وكثافة الخدمات التعليمية المطلوبة لتلبية هذه الاحتياجات بناء على تقدم الطلاب تجاه قياس الأهداف الخاصة بالأداء.

  • المستويات المتعددة للتدخل والتي تتنوع في شدة التدخل المرتبط باحتياجات الطلاب.

عينة الدراسة :

تم اختيار العينة كما يلي:

تكونت العينة الكلية للدراسة من طالبات الصف الثالث الثانوي لمدرسة الأمل للصم بنات بمدينة أسيوط ويقدر عددهم (22) طالبة وتتراوح أعمارهم ما بين عشرون عاماً واثنين وعشرون عاماً، وهذا التفاوت في السن بين أفراد العينة يرجع سببه إلى أن قانون الالتحاق والتقدم للمرحلة الابتدائية يسمح لهذه الفئة ما بين عمر ستة أعوام وحتى تسعة أعوام مما يؤدي إلى وجود فروق في السن ما بين أفراد العينة وأيضاً النظام التعليمي في مدارس الصم ينص على أن تكون مدة دراسة المرحلة الابتدائية حتى الصف الثامن الابتدائي وليس السادس الابتدائي كما في التعليم العام.

وقد تم تحديد هؤلاء الطالبات من المرحلة الثانوية كعينة للدراسة للأسباب التالية:

  • كي يطمئن الباحث إلى أن عينة الدراسة قد تلقت من التعليم القدر الكافي من خلال المراحل الدراسية السابقة.
  • أن يتأكد الباحث من أن تكون أفراد العينة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من اكتساب اللغة و مهارات القراءة و المفردات اللغوية والمعرفة بالقواعد النحوية.
  • كي يطمئن الباحث من وصول الطالبات إلى المستوى التعليمي الذي من خلاله يمكن أن القول أن الطالبات اكتسب الخبرات التعليمية المختلفة.
  • أن يتأكد الباحث من أن تكون جميع أفراد العينة قد تعرضت لفرص تعليمية متكافئة.
  • إن صعوبات التعلم هي مشكلة ممتدة من الصغر وحتى الممات.
  • تتمتع هذه المرحلة بصفات وخصائص مميزة مثل الاتزان والتفاعل والتعاون مما يؤدي إلى تجنب بعض السمات الغير مرغوب فيها للمراحل الأخرى مثل الاضطرابات السلوكية والانفعالية.
  • اتقان لغة الإشارة في هذه المرحلة مما يتيح سهولة التواصل.

أدوات الدراسة :

تتمثل أدوات الدراسة فيما يلي:

  • استمارة جمع البيانات والمتابعة النفسية عن العينة( إعداد التوجيه النفسي التابع لإدارة التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم بأسيوط ) وقد تم جمع هذه البيانات بمساعدة الأخصائية النفسية بالمدرسة وذلك لفحص الحالة والتاريخ التعليمي والحالة الصحية ونسبة الذكاء والتاريخ التطوري للنمو والتأكد من خلو الحالات من الأمراض والإضرابات السلوكية والإنفعالية ملحق (3).
  • الإختبار التشخيصي للقراءة (إعداد الباحث) ملحق (6).

        وذلك للوقوف على مستوى القراءة لكل حالة من أفراد العينة  .

3 -  استطلاع رأي للقائمين على العملية التعليمية لذوي الإعاقة السمعية للكشف عن الصعوبات الخاصة التي تواجه هذه الفئة في مهارة تعلم القراءة (إعداد الباحث) ملحق (4).

        وذلك  لتحديد أهم مشكلات تعلم القراءة التي تواجه الطلاب المعاقين سمعياً.

4 -  مقياس ستانفورد -  بنييه (الصورة الخامسة)  .

إجراءات الدراسة وخطواتها:

تم إجراء الدراسة الحالية بهدف الاستفادة مما يقدمه المتخصصون في مجال صعوبات التعلم والتعاون بينهم وبين المتخصصين بمجال الإعاقة السمعية واستخدام إجراءات مدخل الاستجابة للتدخل (RTI) في الكشف والتعرف على التلاميذ المعاقين سمعياً ذوي صعوبات القراءة من خلال استخدام هذا المدخل.

وقد تضمنت إجراءات الدراسة الخطوات التالية:

  1. إجراء مسح شامل لطالبات الصف الثالث الثانوي بمدرسة الأمل الثانوية بنات بمدينة أسيوط.
  2. وفي المسح التحريري كان عدد الطالبات 25 طالبة وقد تغيبت ثلاث طالبات عن بعض الاختبارات فتم استبعادهن عن العينة وأصبح عدد العينة 22 طالبة.
  3. تم تطبيق جميع مستويات التدخل على العينة (مدخل الاستجابة للتدخل) حيث يمكن وصف خطواته بشكل عام كالتالي:
  • الطالبات يتم تزويدهن بالتعليم العام الفعال من خلال معلم الفصل.
  • يتم رصد تقدمهن.
  • الطالبات اللائي لم يستجبن يحصلن على مدخلات أخرى أوشيء أكثر من ذلك ، من معلمهن أوشخص آخر (معلم أكثر تخصصاً).ومرة ثانية، فإن تقدمهن يتم رصده.
  • ومرة ثانية يتم رصد تقدمهن.
  • الطالبات اللائي لم يستجبن مرةً أخرى يحصلن على مدخلات أخرى أوشيء أكثر من ذلك ، من معلمين متخصصين.
  • ومرة ثالثة، فإن تقدمهن يتم رصده.
  • الطالبات اللائي لم تثبت فعالية تلك الأساليب والتدخلات العلاجية معهن يتم تقييمهن لتحديد مدى حاجاتهن لخدمات التربية الخاصة.

الفصل الرابع: نتائج الدراسة :

النتائج :

قد تم عرض المعالجات الإحصائية  لنتائج الإختبارات الثلاثة حيث أشارت النتائج التي ترتبت على الإجراءات السابقة والمتبعة في المستويات الثلاثة المتضمنة بمدخل الاستجابة للتدخل وتتابعها بالشكل المخطط لها وبعد تطبيق الاختبارات للمصداقية والشفافية في تقديم التدخلات المطلوبة على مستوى جميع المستويات وذلك للوقوف على فاعليتها من أداء وتدخلات حسب ما هو مقصود:

  • بعد انجاز المستوى الأول من تدخلات وتطبيق الإختبار الخاص به حيث استجابت بعض أفراد العينة وتحسنت درجات ست طالبات من العينة والتي قد بلغ عددها اثنتان وعشرون طالبة ووصولهن للمستوى القرائي المطلوب وتأهلت باقي العينة لتلقي أنشطة المستوى الثاني .
  • وبعد انجاز المستوى الثاني من تدخلات وتطبيق الإختبار الخاص به حيث تحسنت درجات خمس طالبات من العينة ووصولهن للمستوى القرائي المطلوب وتأهلت باقي العينة لتلقي أنشطة المستوى الثالث.
  • وبعد انجاز المستوى الثالث من تدخلات وتطبيق الإختبار الخاص به قد تحسنت درجات أربع طالبات من العينة ووصولهن للمستوى القرائي المطلوب .
  • ومن خلال نتائج الاختبارات الثلاثة لمدخل الاستجابة للتدخل فقد أظهرت النتائج أن بعض الطالبات قد استفادت من تدخلات مراحل المدخل وأظهرن تحسناً في مهارات القراءة ، وعلى الجانب الآخر لم تظهر بعض الطالبات التحسن نفسه وبدى عليهن بعض مظاهر صعوبات القراءة بالرغم من مرورهن بنفس المراحل والتدريبات لمدخل الاستجابة للتدخل التي مر بها أقرانهن ويظهر هذا واضحاً من خلال تتبع نتائج درجات الاختبارات لهن في الجداول رقم ( 6 ، 7 ، 8 ) والتى يظهر فيها تحسن طفيف لبعض المهارات التي كانوا يعانون منها الإ أنهم ما زالوا لم يظهرن التحسن المطلوب للمستوى القرائى المناسب ، والذي حققته أقرانهن.
  • وقد يشير عدم استفادة بعض الطالبات خلال المراحل والتدريبات لمدخل الاستجابة للتدخل التي مر بها أقرانهن إلى وجود صعوبات تعلم وهو ما يصنف تحت مسمى الإعاقة المصحوبة أو (Disability Plus).
  • وتظهر تلك الصعوبات من خلال التباين الواضح بين درجات الطالبات المختلفة في جداول الاختبارات للمراحل الثلاثة لمدخل الاستجابة للتدخل وبين أقرانهن وذويهن .
  • وبالمقارنة بين نتائج الطالبات اللائي أظهرت نتائجهن مستويات جيدة وتحسن ملحوظ بعد تطبيق مراحل مدخل الاستجابة للتدخل وبين أقرانهن اللائي لم يظهرن تحسناً .
  • يمكن القول بأن الطالبات اللائي أظهرت نتائجهن مستويات جيدة وتحسن ملحوظ بعد تطبيق التدريبات لمراحل مدخل الاستجابة للتدخل كانوا يعانون من نقص في فرص التعليم وحينما توافرت تلك الفرص فقد أظهرن المستوى القرائي المطلوب .
  • وعلى الجانب الآخر لم يستفد بعض الطالبات من التدخلات لمراحل مدخل الاستجابة، فيكون من المحتمل أن يكون لديهن صعوبات قراءة .
  • ولقد قام الباحث بتطبيق اختبار ذكاء  استانفورد بنيه ( الصورة الخامسة ) للطالبات اللائي لوحظ عليهن مظاهر صعوبات تعلم بعد اجراء المراحل الثلاثة وأثبتت نتيجة اختبارات الذكاء استانفورد بنيه الطبعة الخامسة والتي تمت بمركز الإرشاد النفسي والتربوي التابع لكلية التربية – بجامعة أسيوط ، أن مستوى ذكاء الطالبات متوسط أو فوق المتوسط .
  • ولقد تم تحويل عدد سبع طالبات لخدمات التربية الخاصة للوقوف على حالتهن لعدم تقدمهن للمستوى القرائي المطلوب في خلال تطبيق مراحل مدخل الاستجابة الثلاثة  حيث قد بدى عليهن بعض مظاهر صعوبات تعلم القراءة المختلفة ويظهر هذا جلياً عند البعض وقد لا يظهر عند البعض الآخر مما يعني أن هذه الصعوبات لها درجات مختلفة تتراوح بين البسيط والمتوسط والشديد وتتمثل أشكال صعوبات القراءة لديهم في أخطاء الهجاء والابدال وقلب الحروف والحذف والتكرار والخلط بين الحروف المتشابهة والترتيب الخاطئ لحروف الكلمة عند النطق أي صعوبة في تمييز الاتجاهات واستغراق وقت طويل في معالجة الكلمات أي عدم الطلاقة في القراءة وصعوبات في تكملة الكلمات وتكوين الجمل ولوحظ أيضاً من خلال الدراسة صعوبة فك رموز الكلمات المتشابهة ولقد لاحظ الباحث أن ذلك يرجع الى عـدم التمكن من الحصيلة اللغوية لدى ذوي الاعاقة السمعيـة فمثلاً يفسر كلمة ( بيت ) على أنها كلمة ( بنت ) وأيضاً كلمة ( عَلم ) على أنها ( عِلم ) وهكذا .
  • وتشير النتائج ما لمدخل الاستجابة للتدخل من أثر وفاعلية في تقليل عدد الطالبات اللائي يعانين من صعوبات القراءة والكشف عن ذوي صعوبات التعلم من ذوي الإعاقة السمعية وقد لاحظ الباحث أيضاً خلال الجلسات ارتفاع مستوى الشعور بالثقة في النفس ومن تحسن في مستوى السلوك الايجابي داخل الفصل والاهتمام بالأنشطة الصفية مما كان له الأثر الكبير في ارتفاع مستوى الدافعية للإنجاز والتعلم وتحقيق تقدم ملحوظ .

وللإجابة على تساؤل الدراسة :

ما فاعلية مدخل الاستجابة للتدخل في التعرف على الطالبات ذوات الإعاقة السمعية المصحوبة بصعوبات تعلم القراءة ؟

فلقد أوضحت النتائج ما لمدخل الاستجابة للتدخل من أثر وفاعلية في الكشف عن ذوات صعوبات تعلم القراءة من ذوي الإعاقة السمعية ورفع مستوى المهارات التعليمية وتحسن في مستوى السلوك الايجابي داخل الفصل والاهتمام بالأنشطة الصفية مما كان له الأثر الكبير في ارتفاع مستوى الدافعية للإنجاز والتعلم وتحقيق تقدم ملحوظ .

توصيات الدراسة :

في ضوء ما توصل إليه الباحث في الدراسة الحالية من نتائج حول مدخل الاستجابة للتدخل وأثره وفعاليته في إكتشاف صعوبات القراءة والحد من التعثر القرائي للطلاب المعاقين سمعياً ، فإن الباحث يوصي ببعض التوصيات من أهمها ما يلي:

1-  ضرورة الاهتمام بمدخل الاستجابة للتدخل كمدخل يساعد على حل مشكلات تشخيص ذوي صعوبات تعلم القراءة من المعاقين سمعياً.

2-  دعوة الباحثين لإجراء المزيد من الدارسات حول  حقيقة أسباب التأخر الدراسي لدى المعاقين سمعياً، فهل يرجع السبب إلى المشكلات الدراسية أم للإعاقة أم المناهج والمقرارات أم وجود صعوبات تعلم أم لأسباب أخرى.

3-  لابد من اهتمام الباحثين بمدخل الاستجابة للتدخل كمنهج يستخدم في البحث عن صعوبات التعلم في مجال الإعاقات الأخرى ممن لا يعانون من مشكلات عقلية أو ضعف عقلي أو تخلف أو إعاقات ذهنية عموماً.

4-  توجيه الأنظار لمدخل الاستجابة للتدخل وأهميته والعمل على تطبيقه في المدارس العربية عموماً والمصرية على وجه الخصوص.

5-  الاهتمام بطلاب صعوبات التعلم والعمل على توفير طرق تدريس تساعدهم على فهم المادة العلمية المقدمة.

6-  الاهتمام بتدريب وتأهيل المعلمين علمياً ومهنياً على استخدام مدخل الاستجابة للتدخل وتطبيقه في المدارس لتحسين نوعية التعليم المقدم في المدارس على اختلاف مراحلها .

7-  لفت انتباه أنظار الباحثين إلى أن هذه الفئة (المعاقين سمعياً) هم أفراد عاديون ويمارسون حياتهم طبيعياُ ولا ينقصهم إلا السمع وفق ما لديهم من أساليب تعلم متاحة لهم ولغة الإشارة ومحتوى دراسي ومقررات ومناهج دراسية.