ملخص

 العنوان : النقال فى الأدب الشعبى الإيرانى.

مكان النشر : مجلة الآداب والعلوم الإنسانية ، مجلة علمية تعنى بالآداب والعلوم والدراسات الإنسانية.

تصدر عن كلية الأداب – جامعة المنيا ، عدد يوليو 2009م.

فن رواية القصص من الفنون الأدبية التى كانت لها مكانة هامة فى الأدب الإيرانى من قبل الإسلام، وذلك لأنها من الفنون التى حافظت على التراث التاريخى والثقافى لإيران القديمة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لأنه من الفنون التى تجذب إليها الكثير من الجمهور، وتعتمد فى نشأتها على فرد واحد تتوافر فيه الكثير من السمات، وهو راوى القصة الذى يلجأ فى أسلوبه إلى التمثيل حتى يجذب الجمهور، ويسمى ذلك الشخص نقال فى الأدب الشعبى الإيرانى.

وذلك النقال يجب أن يحمل فى صدره الكثير من العلم والاطلاع والثقافة، وقد وُجد ذلك الفرد فى إيران منذ القدم، فإذا ما بحثنا فى العصور التاريخية الإيرانية القديمة، لوجدنا أسماء الكثير من النقالين الذين كانوا ينتقلون من مكان إلى مكان حاملين معهم فنهم، فنرى داخل البلاط من يبقى مستيقظاً فى انتظار استدعاء السلطان له فى أى وقت ليرفه عنه برواية القصص.

وعلى الرغم من تدهور أمر نقال القصص فى السنوات الأخيرة وتناقص أعدادهم بالمقارنة بأعدادهم فى الماضى، إلا أن النقال وحرفته مازالا فى بؤرة الاهتمام، وهناك الكثير من الأفراد الذين أخذوا على عاتقهم السعى للحفاظ على تلك المهنة كما حافظت على تاريخهم من قبل.

وقد مر النقال بكثير من مراحل التطور حتى وصل إلى مرحلة الكمال والاستقرار على نمط واحد، ولدراسة النقال ومراحل تطوره والشكل الذى استقر عليه سوف قسم هذا البحث إلى أربعة مباحث كالتالى:

المبحث الأول:  يتحدث عن أشهر مسميات النقال، المبحث الثانى: يتحدث عن تاريخ النقال فى إيران، المبحث الثالث: يتحدث عن النقال وأدواته، المبحث الرابع: يتناول دور المرأة فى النقل.

وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

- حافظت مهنة راوى القصص فى إيران قبل الإسلام على التراث الحضارى والثقافى والتاريخى لإيران، كما برز دور الراوى أو النقال منذ العصور القديمة فى الأدب الشعبى الإيرانى.

2- لم تستطع قيود التحريم والتحليل بعد الإسلام أن تقضى على الراوى أو النقال وفنه وسرعان ما استعاد قوته من جديد وبدأ يظهر دوره فى المجتمع بشكل كبير.

3- يعتبر العصر الصفوى والعصر القاجارى العصور الذهبية لذلك الفن ، فقد بدأ يأخذ شكلاً جديداً ومستقراً، بل ووصل إلى أوجه فى تلك العصور ، والسبب فى ذلك انتشار المقاهى التى أصبحت بعد ذلك بالنسبة للنقال "پاتوق" أى مكان خاص للعمل بفن النقالى.

3- أطلق مصطلح "نقال" على الراوى منذ العصر القاجارى.

4- ارتبط ذلك الفن بشكل وثيق بعدة فنون أخرى مثل:  فن التصوير وفن الموسيقى، والفن المعمارى للمقهى.

5- حفظ لنا ذلك الفن العديد من القصص العامية، والاشعار المذهبية التى لولا وجود الراوى لاندثرت ولم تصل إلينا.

6- على الرغم من دخول راوى القصص أو النقال حرباً شديدة مع التقنيات والتكنولوجيا الحديثة ، إلا أنه استطاع الصمود والثبات والتطور واستخدام تلك التكنولوجيا لتقدمه أيضاً.

7- أثبتت المرأة مكانتها فى فن النقالى، واستطاعت أن تعبر بفنها البحار والمحيطات لتروج لهذا الفن وتجعل له مكانةً بين الفنون العالمية، وتدخل به مهرجانات عالمية أيضاً .