- التدريب العقلي :

        إن بعض المدربين قد بدأ يساورهم الشك في أنهم قد وصلوا بلاعبيهم إلى نقطة اللاعودة في عملية الإعداد البدني ، وبدؤوا في الاعتقاد " بأنه ليس هناك أفضل من ذلك " وأصبحوا يتساءلون ماذا تفعل من أجل استمرار التقدم أو كسر الجمود ؟ هل تضيف أمتاراً جديدة لحجم التدريب ؟أم نظل ننتظر جديداً يأتي به علم البيوميكانيك لتطوير التكنيك في الأنشطة الرياضية المختلفة ؟

        أم ماذا نفعل من أجل استمرار تقدم لاعبينا ؟ فأدت تلك التساؤلات إلى مدخل لطرق معالجة جديدة خاصة عرفت بالتدريب العقلي للأفراد الرياضيين ، ولكن لا بد وأن نعي تماماً أن التدريب العقلي – الذي نحن بصدد تناوله الآن – ليس إلا عملاً مكملاً وليس بديلاً عن التدريب البدني وفيما يلي سـوف نحاول أن نوضح أسس تلك العمليـة من الجانب التاريخي وأيضاً من الجانب الإجرائي ، ففي عام 1960 أصدر الطبيب الجراح ماكسويل مالتز كتاباً يتعلق بعلم جديد نسبياً يسمى السيبرنتيك بعنوان  علم النفس السيبرناتيكي وتضمن الكتاب شرح للأسس  والمبادئ المتعلقة بالسيبرنيتك وتطبيقاتها في المخ والجهاز العصبي للإنسان ، ثم قام بعملية ربط بين الأسس والمبادئ من خلال تصور نفسي خاص ، كما قدم متضمنات محددة للتدريب العقلي للرياضيين ذوى الطموح العالي ، وفي عام 1976 قام توماس توتكو بإصدار كتاب بعنوان علم النفس الرياضي قام فيه بشرح المتضمنات الخاصة بالتدريب العقلي للرياضيين بشكل خاص مستخدماً أسلوب خطوة خطوة ، كل ذلك بغرض مساعدة الأفراد الرياضيين ليصبحوا على ما يودوا أن يكونوا عليه  في ضوء قدراتهم وبتعبير آخر دفع اللاعب إلى حدوده وإخراج أقصى قدراته .

        ولحداثة استخدام مثل هذه الأنواع من التدريب لا يمكننا أن نرجع بشك قاطع التقدم المذهل في مجال المنافسات إلى التدريب العقلي ولكن بلا شك سوف يساعد استخدامه في مزيد من التقدم ، لذا يجب أن نقرأ ما هو آت وتجربة ونضيفه إلى رصيد الخبرات كما يجب أن نفكر جيداً في كيفية تطبيق هذه المفاهيم كل في مجاله.

        وفيما يلي محاولة لمساعدة المدرب واللاعب على تطبيق هذه المفاهيم سوف نراعي فيها السهولة والبساطة في العرض حتى تكون الصورة واضحة جلية أمام الجميع .

        سيكولوجية صورة الفرد عن نفسـه ، بالرجوع إلى مالتس وماسلو وعدد من علماء النفس المعاصرين مثل ليكي وبراندون ونيوبرجر نستطيع القول بأن سيكولوجية صورة الفرد عن نفسه تتعلق بمفاهيمه أو صورة نوع الفرد الذي هو أنت … أو بنوع اللاعب  الذي هو أنت وتتحسن وتتطور هذه الصورة من وقاع نتائج الخبرة السابقة ، النجاح والفشل والأحداث المؤلمة والسارة وفرصة النصر ورد فعل الآخرين  ذوى الأهمية الخاصة لك مثل الأم والأب والمدرسين والمدربين وأصدقائك  في الفريق لاستجاباتك ومن خلال هذه الخبرات تتطور صورتك عن نفسك كإنسان وكلاعب مع إيمان راسخ بأن ذلك هـو الحقيقة – فأنت تعلم الحقيقة وما هـو دون ذلك فربما تكون شاعراً بالإثم والخجل أو قد لا تشعر بذلك فهي كائنة كذلك وعلاوة على ذلك تكون أفعالك وانفعالاتك ثابتة مع صورتك عن نفسك ، وتستطيع أن تذكر في هذا الصدد أن صورتك عن نفسك تضع محددات لمدى تقدمك .

        ويجدر الإشارة بأن  التحسن في صورة الفرد عن نفسه يمكن أن تطمث الفكرة الخاصة بأنه لا يستطيع عمل شئ معين والتي قد يعبر عنها الفرد بقوله أنا لا أستطيع عمل ذلك ويبدلها إلى الفكرة الخاصة بأنه يستطيع عمل كذا والتي قد يعبر عنها بقوله بأن ذلك في الإمكان من أجل تحسين صورة اللاعب عن نفسه يجب أن نمكنه من أن يكون أمينا مع نفسه ، أمينا في معرفته يتقبل فقط ضعفه وقوته دون تبرير أو  أعذار ، أن يكون قـادراً على احتمال النقص والعيوب في نفس الوقت الذي يجب ألا يأخذه الغرور على أي من إنجازاته ومهاراته .

        كم يجب على اللاعب أن يكون حذراً من القوال والأحـاديث القائلة بأن القـدرة والموهبة سـوف تظهر فيمـا بعد ( لأنها وراء مستواه الحالي ) حيث يرى بعض علماء  النفس والطب العقلي أن معظم الأفراد يستخدمون ثلث مواهبهم فقط وذلك قد يؤدي وبطريقة ما إلى تغير صورة الفرد عن نفسه ، لذا يجب على اللاعب أن يكون حذراً من تغيير صورته عن نفسه (الشيء الذي يمكن أن يؤديه) بمعنى عدم تغيير الحقيقة والتفكير في النفس الحقيقية ، فنحن جميعاً نفكر بعقولنا ولا يمكن أن نغير ذلك أو نبدله ولكن يجب أن نطور هذا التفكير وهذا في الإمكان  .

  • مبادئ السيبرنتيك :

        يمدنا علم السيبرنتيك بمعلومات جديدة عن المخ الإنساني وعمل الجهاز العصبي  لأنهما يعملان وفقاً لأسس سيبرناتيه غلا أنهما لا يمكن أن يحددا الاختلافات بين الخبرة الحقيقية والتخيلات النشطة القوية وبإضافة هذه المعلومات الجديدة إلى ما نعرفه بالفعل عن كيفية بناء الثقة والخبرات الناجحة (أن تكون فوق الخبرات الناجحة السابقة) نجد لدينا أساس ممتاز لبرامج التدريب العقلي وباستخدام مخيلتنا (  أحد الأشياء التي لا توجد في برامج الأجهزة الحاسبة الإليكترونية ) يمكننا أن نتصور عقلياً ( صورة عقلية ) الخبرات الناجحة ، كما يمكننا برمجة الممرات العصبية أو النماذج العصبية للخبرات الناجحة داخل المخ ، ويعمل الجهاز العصبي على اختزانها داخل الذاكرة ، كما يمكنه إعادة تنشيطها لتعود وفقاً للاحتياجات الحاضرة  .

       كما نجد أن كلا من الإنسان والآلة الحاسبة الإلكترونية المبرمجة لهما نفس جهاز التوجيه الآلي ( الأوتوماتيكي ) فميكانيزم تحقيق الأهداف موجود بداخلهم ن وفي الإنسان يمكن تسمية هذا الميكانيزم قوة الحياة اللاوعي … ميكانيزم الخدمة – أو الغريزة حيث يعمل الإنسان بالأسـلوب المبرمج وفقا للأسس التالية :

الأساس الأول : أن كل لاعب (إنسان) يبدو وهو غير مدرك لحقيقة قدراته ، حيث يرى البعض أن ما يدركه اللاعب عن قدراته لا يتعدى 10.5 % وبناء على هذا المفهوم الافتراضي نجد أن كل لاعب لديه القدرة على الأداء الفضل عما نحن نؤديه في الوقت الراهن .

الأساس الثاني : يحد كل لاعب نفسه ويقيدها بطرق مختلفة ولا يستبعد أن تكون تلك المحددات فوق  مستوى الشعور … فقد تكون تلك المحددات من خلال الاتجاهات والمواقف النفسية الداخلية والعادات ومن خلال العمليات  المستمدة من الخبرات السابقة والمعتقدات ، فكل لاعب مبرمج برمجة خاصة وبشكل معين وتغذي تلك البرمجة بالخبرات المستمدة من البيئة ( الملاعب ) ، ولاشك في أن تلك البرمجة تقود اللاعب إلى مفهوم ذاتي لنفسه حيث يحدد هذا المفهوم ولدرجة كبيرة ما يمكن لهذا اللاعب أداءه وما لا يمكنه ومن الأمور الهامة في هذا الصدد هو أن لكل لاعب نزعة للمضي قدماً ( للتصرف 9 من خلال أجهزة البرمجة بمعنى توظيف قدراته الجسمية وإمكاناته من أجل إنجاز الواجب الحركي أو العقلي المطلوب منه سواء في التدريب أو المباريات .

الأساس الثالث : يكافح اللاعب عادة من أجل إنجاز  أفضل ، وإن فشل في بعض  الأحيان فإن ذلك نتيجة حتمية لافتقاره لبعض المهارات الأساسية والضرورية لهذا الواجب الحركي الخاص ، فمعرفة اللاعب بكيفية الأداء الأفضل فإنه سوف يحقق هذه الغاية عاجلاً أم آجلاً حيث يتوقف ذلك على جهاز البرمجة والعمليات بداخله  وهناك عدة تساؤلات حول هذا الأساس : هل يسعى اللاعب نحو الامتياز والتفوق ؟                  لاشك في ذلك فاللاعب يسعى ويكد … فإن استشعر ( تعرف) على ممر الوصول للامتياز والنجاح فإن ذلك قد يكون سبباً قوياً في الوصول إليه وتحقيقه وأيضاً ملاحقته  ، وهنا يتضح دور علم النفس  الرياضي في مساعدة اللاعب على تطوير وإيضاح طاقتهم وذلك عن طريق تعليمهم المهارات النفسية التي قد يفتقرون إليها أو عن طريق تبديل وتعديل الطرق المتبعة في الوصول للأهداف الموضوعة والتي اعتاد عليها اللاعب من قبل .

الأساس الرابع : يفتقر اللاعب لطرق التعرف على قدراته ،  لذا يجب أن يتعلم اللاعب كيف يتعرف ويعي قدراته وبالإضافة إلى تعلم سبل إدارة حياته خلال فترة عمره سواء داخل الملاعب أو خارجها  ومن هنا نؤكد على أن  إلمام المدرب بأسس علم النفس الرياضي فذلك غدا أمراً جوهرياً ، كما أن مصاحبة أخصائي نفسي رياضي للفرق اصبح أمراً أكثر أهمية عن ذي قبل وذلك لأن دور الأخصائي النفسي في تعليم المهارات النفسية يؤدي إلى تعزيز أداء اللاعب ، فاللاعب الذي يمتلك تلك المهارات النفسية لديه القدرة على  تطبيقها في المواقف التنافسية ، بالإضافة إلى تطويـر المدخل اعقلي الخاص به تجاه لعبته .

الأساس الخامس : العقل يؤثر في الجسم وأداءه إيجابياً وسلبياً فاستنادا على المعلومات المستمدة من الطب النفسي نجد أن هناك تفاعلاً بين العقل والجسم وتلك حقيقة أصبحت مقبولة ، فالعوامل الانفعالية تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض البدنية ومن جانب آخر نجد أن هناك تأثيرات إيجابية للعقل على الجسم وليس هناك مثال اقرب من حالة الرئيس الأمريكي ريجان ومقاومته لأعتى الأمراض بقوته وصلابته وكياسته العقلانية ونخلص من ذلك إلى أن العناية بالعقل تعني العناية بالإنسان وعقل اللاعب … وهو اللاعب نفسه ، لذا فالعناية به وتدريبه أساس عملية التطوير المهاري والبدني له .

الأساس السادس : ما يحدث داخل مخ اللاعب أمر دقيق وجوهري وأيضاً حرج بالنسبة للأداء المهاري والخططي والبدني للاعب ، فنحن ما نفكر فيه بمعنى أننا نستطيع أن نقوم بما نفكر فيه أو نكون فيما نفكر فيه وأن نصل إلى ما نفكر إليه هكذا اللاعب ن فاللاعب ليس قادراً على أداء كل ما يفكر فيه ولكنها خطوة هامة نحو التميز في الأداء ، ويعد ذلك تفكيراً إيجابياً  قد يطور الأداء  فيما بعد ولكن يتبقى تساؤلاً هاماً حول التفكير الصحيح ، والنظرة العقلية للأداء وأثرهم على أداء اللاعب ، لذا فإن تفكير اللاعب (  في ماذا يفكر ؟ ) شئ مهم تجاه نفسه وتجاه قدراته الخاصة ،  فذلك من شأنه تحديد ما يمكن أن يقوم به اللاعب ، ومن خلال تلك العمليات يتوصل اللاعب إلى عدة حقائق حول قدراته ، مما يعزز ما يفكر  فيه نحو القيام  بواجب حركي معين وقد يثار في بعض الأحيان في أوساط المدربين واللاعبين – تساؤلات حول المحددات التي تعوق قدرات اللاعب ، هل هي  في الأساس محددات بدنية أم محددات عقلية  ؟ ونعتقد أن السطور السابقة قد أوضحت  ولو في حدود تلك العلاقة بين العقل والبدن .

الأساس السابع :  أن تطوير العقل والتدريبات الخاصة بذلك تتساوى في أهميتها مع عمليات تطوير الجانب البدني ، حيث أظهرت عدد من الدراسات أن نسبة كبيرة من اللاعبين ترى أن النجاح  والتطور في الأداء يتوقف على الاتجاه العقلي بشكل كبير  فاللاعب في تقديرنا عبارة عن عقل ولديه جسم يمكن عن طريق التدريب تطويره وإن كان الأمر كذلك فإننا بذلك نكون قد أولينا الاهتمام بالفرع وأهملنا الأساس (العقل) ولاشك أن ذلك أحد الأسباب الهامة لجمود مستوى اللاعبين … وعدم التقدم وملاحقة التطور السريع في هذا المجال ، والآن … على المستوى العالمي نجد أن اللاعبين يمضون وقتاً كبيراً في أداء التدريب العقلي على أسس منتظمة وفي هذا الصدد نؤكد على أن الوصول إلى المستويات العالية رهن الاهتمام بالإعداد العقلي والبدني بشكل متساوي ومنسجم .

الأساس الثامن : كل شئ مرتبط ورهن بالطاقة التي يمتلكها اللاعب ، فالطاقة ليس لها بديل وهي بداخل اللاعب وحوله ، والتفكير يستهلك جزءاً من الطاقة كما أنه ينشطها ويستثير مصادرها وليس هناك شك في أن التفكير في حد ذاته طاقة ، لذا لا بد وأن يتعلم اللاعب كيف يطور وينمي هذه الطاقة وكيف يستخدمها وعندما يصل اللاعب لهذا المستوى فإنه امتلك عصب المهارات الحرجة والهامة للأداء .

  • كيفية تنفيذ الأسلوب السيبرناتيكي :
  • وضع الأهداف … امتلاك هدف – امتلاك أهداف واقعية ذات مدى قصير أو كبير – فليس هناك تقدم بدون وضع أهداف محددة .
  • تصور الأهداف – استخدام مخيلتك … اجعل الصورة العقلية نشطة لدرجة كافية لتنشط الاستجابة البدنية في جسمك ، حس بالخبرة وأدمج معها الاتجاه داخل الجهاز العصبي
  • دعها تحدث – ولا تحاول منعها – دعها تحدث فقط فالميكانيزم الأوتوماتيكي يعمل تلقائياً وفقاً للأسس المصمم عليها لا نفكر فيه لا نخف من ارتكاب الأخطاء أو الاستمرار في ارتكاب الأخطاء وذلك لأن كل الميكانيزمات الآلية تصل إلى الهدف عن طريق التغذية الرجعية السلبية فعند ارتكاب الأخطاء يتم تصحيحها في الحال فتعليم الأداء يصاحب بالمحاولة والخطأ بغرض  التصحيح العقلي بعد الخطأ وذلك من أجل الوصول إلى الأداء السليم ن ثم يختزن النموذج العصبي للأداء السليم في الذاكرة حيث يمكن تنشيطه واستعادته في أي وقت بعد ذلك .
  • طريقة التدريب السيبرناشيكي :

        يعرف التدريب السيبرناتيكي بأنه برمجة ميكانيزم النجاح في المخ والجهاز العصبي عن طريق التخيل من خلال الصورة العقلية وعند التدريب ( تكرار ) على هذا البرنامج يصبح عادة ، لذا يجب أن  تسمح لنفسك كمدرب وللاعبيك بفترة تصل إلى ثلاثة أسابيع على الأقل تخصص فيها يومياً ما بين 15 – 20 دقيقة للتدريب العقلي وتتكون طريقة برمجة ميكانيزم النجاح في المخ من خمسة خطوات هي :

  • الاسترخاء .
  • التركيز .
  • التصور العقلي .
  • الأداء ( التنفيذ – الإجراء ) .
  • التحليل البعدي .

وسوف نوضح فيما يلي أسلوب تطبيق كل من الخطوات الخمسة السابقة مستخدمين في ذلك أسلوب المخاطبة ( ما يقوله المدرب للاعبيه ) .

 

1- الاسترخاء :

        أوجد المكان الذي يمكن أن تكون فيه بمفردك غير قلق أو منزعج اجلس أو أرقد واتخذ وضعاً مريحاً ، خذ عدد قليل من مرات التنفس ، شهيق وزفير في فترة تصل إلى أربعة عدات (1 ، 2 ، 3 ، 4 ) استمر في هذا التدريب وعيناك مغلقتان حتى تجد تركيزك محصوراً في تنفسك ( وهنا يبدأ تدريب المخيلة  )  .

2 – التركيز :

        عندما تصل إلى حالة الاسترخاء العقلي والبدني يمكنك أن تبدأ في التركيز   ( أن تصب اهتمامك ) على الأهداف الحالية للتصور العقلي بدون اندفاع .

        استدعي بالتدريج بعض الخبرات السابقة الناجحة في نشاطك (لعبتك) أيقظ … نشط أحاسيس النجاح السابقة … وعندئذ ابدأ في الأهداف الحالية .

3- التصور العقلي :

        ابدأ مع وجود فكرة إنك تستطيع ظل (أمعن) في تلك الحالة أنا أستطيع ، هذا في الإمكان … هذا حقاً في الإمكان … دع جسمك يحس بالإثارة من هذه الإمكانية … ابدأ في رؤية الصورة العقلية … أنظر وحس بنفسك وأنت تؤدي مهارة ما .

( اجعل الصورة نشطة بقدر الإمكان) فأنت ترى … وتحس بالحركة الفعالة للميكانيزم الآلي لتسجل هذا الميكانيزم الناجح في مخك وجهازك العصبي … فهذا النموذج العصبي يمكن إعادته مرات ومرات .

        وتجدر الإشارة بأنه خلال عمليات التصور يصبح عامل الزمن غير ذي أهمية ) كما أنه في إمكانك أن تجعل الصورة العقلية بطيئة العرض أو ذات سرعة معينة يمكنك أن تتصور المهارة بأكملها … أو أي جزء منها … يمكنك أن تتصور الأحاسيس والاتجاهات … ولكن تذكرها لا يتطلب الممارسة .

4 – الأداء ( التنفيذ الإجراء ) :

        عندما يحين وقت الأداء يجب أن تسمح به فقط ( مجرد أن تؤدي) مع طرد جميع الأفكار التي في مخك … دعه يحدث ولا تعمل على أن تجعله يحدث ( حيث يعمل الميكانيزم الموجه والخاص به تحت مستوى الشعور ولا يمكنك أن تعرف ماذا يحدث تحت السطح ) فالميكانيزم يعمل تلقائياً مرتبطاً بالأسس الحاضرة ) .

        أقدم على الأداء إذا كان في الإمكان أن يثمر ذلك … وتذكر أن الأداء الناجح هو الأداء دون تفكير ، وذلك لأن الأداء قد تم برمجته في المخ والجهاز العصبي أد ذلك … دعه يحدث … مجرد أن تجعله يحدث .

 

5 – التحليل البعدي :

        يجب أن يكون هذا التحليل غير ناقداً أو ذو طبيعة تتضمن حكم حلل الخبرات السلبية ، وتعلم منها … ثم أطردها من عقلك تماماً … أد … فكر … استعد خبراتك السلبية  … حلل خبراتك الإيجابية وتمتع بها … أمعن ودقق فيها وبعد  ذلك اختزنها في مخزن الذاكرة ليمكنك إعادتها أو استدعائها بعد ذلك .

تذكر ، للتذكر فقط وليس لمقارنة أداءك بشخص آخر .

        قارن نتائج بمدى التقدم الذي أحدثته في اتجاه أهدافك … مدى إنجازك للأهداف الموضوعة … لا تجعل همتك تفتر ولا تدع عزيمتك تلين فقد أمضيت عدة سنوات لتصل لمستواك الحالي … وما زال أمامك الكثير لمزيد من التقدم .

        والتدريب العقلي بأسابيعه الثلاثة سوف يساعدك على تحسين وتطور عقلك وأدائك الجسمي ، تذكر أنك تمتلك بالفعل القدرة والمقدرة لكي تصل إلى ما وراء  حدودك الحالية .

  • اعتبارات هامة للمدربين واللاعبين :
  • يمكن أن يضيف التدريب السيبرناتيكي بعداً آخر لمهارتك كمدرب ولأدائك كلاعب … كم أضفت – وماذا أضفت لبرنامجك التدريبي ؟ ، ما هو القدر الذي سوف تعده في برنامجك للتدريب (العقلي) السيبرناتيكي .
  • وأعلم أن دورك كمدرب قيادي فاللاعبين كبار السن يمكنهم أداء هذا التدريب بأنفسهم ، وفي هذه الحالة يكون دورك كمدرب مساعد (إرشادي) إلا أنه يمكن أن يكون دورك قيادياً حينما تكون درجة اقتناعك بهذا النوع من التدريب كبيرة .
  • وجدير بالذكر أنه وفقا للأسس والمعلومات الخاصة بالتدريب العقلي نقترح استخدامه قبل النوم ، من وضع الرقود على منضدة حيث يعتبر ذلك أنسـب الأوقات للتدريب السيبرناتيكي تسمى تلك الحالة حالة ألفا للشعور – حالة " لحظة" تأمل – لحظة تداعي الذكريات حيث يكون المخ أكثر استعداداً للتصور العقلي لبرمجة النجاح ، كما يجب عليك كمدرب قبل أن تعمل في مثل هذا النوع من البرامج أن تختبره ، تعيشـه لكي يكون ملكاً لك ثم تستخدمه كيفما ترى .
  • كما نرى أنه ليس من المناسب استخدام التدريب السيبرناتيكي للاعبين صغار السن بشكل منتظم ، ولكن لا مانع من استخدامه بشكل غير منتظم وبطرق تتناسب ومكونات شخصية الطفل في مراحل تطوره المختلفة وذلك باستخدام مداخل غير مباشرة وغير شكلية في حدود مستواهم العلمي ورصيد خبراتهم مع العلم بأن الطفل الصغير لديه اتجاه تنافسي وقدره كبيرة على التخيل ، إلا أنهم في نفس الوقت سريعي الملل .