- خـصائص التدريب الرياضى :-

يختلف التدريب الرياضى عن سائر الوسائل الأخرى للتربية الرياضية التى تستهدف التأثير على الفرد، كدرس التربية الرياضية بالمدرسة، أو نشاط وقت الفراغ، أو النشاط الترويحى... إلخ، ومن أهم الخصائص التى يتميز بها التدريب الرياضى ما يلى:

1-      أن الهدف الرئيسى من التدريب الرياضى هو محاولة الوصول  بالفرد إلى أعلى مستوى رياضى ممكن فى نوع معين من أنواع الأنشطة الرياضية، وعلى ذلك فإن التدريب الرياضى يشكل أساس ما يسمى "برياضة المستويات" أو "رياضة البطولات –" أى ممارسة النشاط الرياضى بغرض تحقيق أحسن ما يمكن من مستوى رياضى فى البطولات أو المنافسات الرياضية المختلفة.

وطبقاً لهذا المفهوم فإن ممارسة النشاط الرياضى بغرض شغل أو قضاء وقت الفراغ ، أو بهدف الترويح ، أو لمحاولة اكتساب اللياقة البدنية العامة، ما هى إلا أساليب أخرى لممارسة النشاط الرياضى تدخل تحت نطاق ما يسمى "بالرياضة الشعبية"- أى ممارسة غالبية أفراد الشعب للنشاط الرياضى دون محاولة الوصول للتفوق الرياضى، أو دون تخصص دقيق فى نشاط رياضى ولكى يمكن تحقيق هذا الهدف فإن التدريب الرياضى يسعى إلى تنمية وتطوير كل من القوى البدنية (كالقوة العضلية والسرعة والتحمل).. إلخ، والقوى الفنية (كالمهارات الحركية الرياضية والقدرات الخططية)، والقوى النفسية لفرد الرياضى ومحاولة استخدامها وتوجيهها نحو تحقيق أعلى مستوى ممكن فى نوع معين من أنواع الأنشطة الرياضية ، وعلى ذلك فإن حمل عملية التدريب الرياضى يتميز بارتفاع درجة شدته ، وهذا يعنى استخدام مختلف التمرينات أو الأنشطة البدنية، أو المنافسات الرياضية التى تتميز بقوتها وشدتها، أو التى تتميز بطول فترة تكرارها، والتى تتطلب قيام الفرد الرياضى ببذل أقصى ما يمكن من جهد حتى يمكن بذلك سرعة تطوير وتنمية كل هذه القوى إلى الدرجة القصوى.

2-     إن التدريب الرياضى عملية تتميز "بالامتداد" أو "الاستمرار" وليس "بالموسمية" – أى أنها لا تشغل فترة معينة أو موسماً معيناً ثم تنقضى وتزول، وهذا يعنى أن الوصول لأعلى المستويات الرياضية العالية يتطلب أولاً الاستمرار فى التدريب طوال أشهر السنة كلها، إذا إننا نخطئ حينما نترك التدريب الرياضى عقب انتهاء المنافسات الرياضية ونركن للراحة التامة، إذ أن ذلك يسهم بدرجة كبيرة فى هبوط مستوى الفرد ويتطلب البدء من جديد لمحاولة تنمية وتطوير مستوى الفرد عقب فترة الهدوء والراحة. وبطبيعة الحال يتأسس ذلك كله على التخطيط المنظم لعملية التدريب الرياضى (خطط التدريب طويلة المدى – خطط التدريب قصيرة المدى – خطط التدريب السنوية – خطط التدريب المرحلية – خطط التدريب الأسبوعية).

3-     من أبرز الخصائص التى تميز التدريب الرياضى فى العصر الحديث اعتماده على المعارف والمعلومات العلمية فالتدريب الرياضى الحديث يستمد مادته من العديد من العلوم الطبيعية والإنسانية كالطب الرياضى والتشريح والفسيولوجي والميكانيكا الحيوية وعلم الحركة وعلم النفس الرياضى والتربية وعلم الاجتماع الرياضى وغير ذلك من المعارف والمعلومات التى ترتبط تطبيقاتها بالمجال الرياضى.

ولقد كانت الموهبة الفردية قديماً – فى الثلاثينات والأربعينات- تلعب دوراً كبيراً فى وصول الفرد إلى أعلى المستويات الرياضية ، أما الآن فإن إمكانية وصول الموهبة إلى أعلى المستويات الرياضية دون ارتباطها بالتدريب العلمى الحديث قد أصبح أمراً مستبعداً.

 4- إن التدريب الرياضى عملية تربوية ذات صبغة "فردية" لدرجة كبيرة إذ أنها تراعى الفروق الفردية من حيث درجة المستوى أو العمر أو الجنس، فعلى سبيل المثال يختلف تدريب الناشئ عن تدريب لاعب الدرجة الثانية، الذى يختلف بالتالى عن تدريب اللاعب الدولى.