تأثير برنامج تدريبي مقترح لتحسين مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية ( الريبو ) في رياضة المصارعة
- مقدمة ومشكلة البحث:-
تعد الدراسات والبحوث العلمية التي يجريها الباحثون والعلماء في شتى فروع العلم والمعرفة من الدعائم الأساسية في دفع عجلة التنمية المجتمعية في جميع صورها وقد أولت الدول المتقدمة عناية فائقة بالبحث العلمي ووضعته في مقدمة أولويتها ، كما تعتمد هذه الدول بدرجة كبيرة على ما تنجزه مؤسساتها العلمية من دراسات وبحوث تعالج القضايا والمشكلات التربوية والنفسية والاجتماعية والرياضية وغيرها من المشكلات المرتبطة بمختلف مجالات الحياة.
ومع التغيرات السريعة المتلاحقة للقوانين التي تحكم الألعاب الرياضية المختلفة عامة ورياضة المصارعة بصفة خاصة ظهرت بعض المشكلات البدنية والمهارية والنفسية والخططية التي تعوق تقدم لاعبيها عن إحراز المراكز المتقدمة في البطولات الأولمبية والقارية وبطولات العالم ، وقد تصدى لها الكثير من الباحثين محاولين إيجاد حلول جذرية لها عن طريق البحث العلمي.
وتعتمد إمكانية وصول الرياضي إلى المستويات التنافسية العالية على العديد من الأسس الهامة والتي تتمثل في طرق إعداد الفرد بدنياً ونفسياً ومهارياً وخططياً وذلك عن طريق التقنية العلمية للعديد من العلوم التجريبية والإنسانية والتي أسهمت تطبيقاتها في زيادة فاعلية وكفاءة عملية التدريب.
ولقد تطورت رياضة المصارعة وأصبحت ترتكز على أسس ومبادئ علمية بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالتخطيط للبرامج التدريبية للارتقاء بالنواحى الفنية أثناء أدائه للحركات ورياضة المصارعة من الرياضات التى تتطلب قدرات بدنية خاصة لتحقيق إنجازات ومستويات مقبولة وتحتاج إلى إعداد جيد يتميز بالشمولية والتكامل والتدرج فى جميع النواحي الفني والإعداد البدني يلعب دوراً كبيراً وهاماً فى تهيئة المصارع لخوض المنافسات التي تتطلب مستوى مرتفع من الكفاءة البدنية الخاصة بالمصارع وتعتبر هدفاً أساسياً فى رياضة المصارعة كما أنها من الأسس الهامة للوصول بالمصارع إلى مستوى عالى فى الأداء.
ووفقاً للتعديلات الأخيرة من قبل الاتحاد الدولي للمصارعة ووضع مهارة خطفة الوسط العكسية هى أحد الوضعين الأساسين التي يؤديهما المصارع من وضع الصراع أرضاً تتضح أهمية (خطفة الوسط العكسية) كمهارة مؤثرة في فوز أو خسارة اللاعبين في المنافسات.
وتكمن أهمية البحث في الاهتمام باستخدام التدريبات المهارية في رفع الكفاءة البدنية والمهارية وتحسين مستوى الأداء المهاري لناشئ المصارعة وخاصة في ظل التعديلات الجديدة للقانون فقد أصبح لزاماً أن تكون هناك برامج مقننة لتحسين مستوى الحالة البدنية والمهارية للاعبين وتظهر الأهمية العلمية للبحث في محاولة وضع برنامج تدريبي مقترح باستخدام التدريبات المهارية المشابهة لأداء مهارة خطفة الوسط العكسية ومعرفة أثره في تحسين مستوى أداء المصارعين في أداء مهارة خطفة الوسط العكسية وتتضح الأهمية التطبيقية للبحث في محاولة إفادة العاملين في مجال إعداد وتدريب ناشئ المصارعة بصورة أكثر إيجابية من خلال نتائج البحث التي قد تساعد في النهوض بالمستوى البدني والمهاري للمصارعين الناشئين.
وبذلك يكون الباحث قد وضع أساساً تجريبياً للباحثين والمدربين العاملين والمهتمين برياضة المصارعة يمكن الاسترشاد به في مجال عملهم.
من خلال ما تم عرضه وتوضيح أهمية مهارة خطفة الوسط العكسية ومميزاتها بعد تعديل قانون المصارعة الرومانية من قبل الاتحاد الدولي للمصارعة وجد الباحث من خلال خبرته كلاعب ومدرب أنه لابد من أن يساير تعديلات القانون الدولي للمصارعة تعديل في برامج التدريب ، والعمل على الاهتمام بمهارة خطفة الوسط العكسية كمهارة مؤثرة في فوز أو خسارة اللاعبين في المباريات وأن مجرد تكرار أداء غير كاف للتقدم بالمستوى المهاري ، ومما سبق تتضح أهمية إخضاع مهارة (خطفة الوسط العكسية) للبحث والدراسة فتكونت فكرة هذا البحث باقتراح برنامج تدريبي لتحسين مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية للمصارعين.
- هدف البحث :
تصميم برنامج تدريبي مقترح والتعرف على تأثيره على مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية (الريبو) لدى لاعبي المصارعة.
- فروض البحث :
1- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي القياسيين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية في قياس مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية في اتجاه القياس البعدي.
2- توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطي القياسيين القبلي والبعدي للمجموعة الضابطة في قياس مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية في اتجاه القياس البعدي.
3- توجد فروق دالة إحصائياً بين فروق الفروق للقياسيين القبلي والبعدي للمجموعتين التجريبية والضابطة في قياس مستوى أداء مهارة خطفة الوسط العكسية في اتجاه المجموعة التجريبية.
- طرق وإجراءات البحث :
- منهج البحث :
وفقا لطبيعة البحث وأهدافه أستخدم الباحث المنهج التجريبى بالتصميم التجريبى وذلك على مجموعتين إحداهما تجريبية يطبق عليها البرنامج التدريبي المقترح والأخرى ضابطة يطبق عليها البرنامج التدريبي التقليدي.
- عينة البحث :
اختيرت عينة البحث بالطريقة العمدية من بين لاعبي المصارعة الرومانية بمركز شباب مدينة ناصر ومركز شباب مدينة سوهاج بمنطقة سوهاج للمصارعة للمرحلة الثانية من 15 إلى 17 سنة و قد بلغ عددهم 16 لاعب ، تم تقسيمهم إلى مجموعتان متساويتان إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة قوام كل منهما (8) لاعبين.
- أدوات البحث:
قام الباحث بتحديد الأدوات المستخدمة في البحث وقد راعى في اختيار هذه الأدوات الشروط التالية:
أن تكون ذات فاعلية في قياس الجوانب المحددة للبحث.
أن تتصف المعاملات العلمية بدرجة عالية من الصدق والثبات والموضوعية.
- الأجهزة والأدوات المستخدمة في البحث:
تحقيقاً لأهداف البحث تم استخدام الأدوات والأجهزة التالية:
- الأدوات المستخدمة:
- بساط مصارعة.
- شواخص مصارعة متعددة ومختلفة الأوزان.
- كرات طبية.
- أدوات بديلة مثل الجوال.
- عقل حائط.
- أستيك مطاط.
- أثقال متعددة الأوزان.
- الأجهزة المستخدمة :
– جهاز الرستاميتر لقياس الطول (لأقرب سم).
- ميزان طبي لقياس الوزن (لأقرب كجم ).
- ساعة إيقاف لقياس الزمن ( لأقرب ثانية).
- شريط قياس بالسنتيمتر.
- جهاز المانوميتر لقياس قوة القبضة (لأقرب كجم).
- جهاز الديناموميتر لقياس قوة عضلات الظهر والرجلين (لأقرب كجم).
- عدد (2 ) كاميرا تصوير فيديو وذلك لتصوير الأداء المهاري لعينة البحث.
- المعالجات الإحصائية:
قام الباحث باستخدام المعاملات الإحصائية التي تتناسب مع طبيعة هذا البحث باستخدام الحاسب الآلي Computer عن طريق برنامج (Spss Statistics ) في تطبيق المعاملات الإحصائية التالية :-
- المتوسط الحسابي Mean
- الانحراف المعياري Standard Deviation
- معامل الالتواء Skewness والتفلطح Kurtosis لتحديد تجانس الأزمنة والتكرارات المثلى للاختبارات.
- اختبار (ت) T- test للتعرف على معنوية الفروق بين متوسط القيم للمجموعتين التجريبية والضابطة والتعرف على معنوية الفروق للقياسين القبلي والبعدي للمجموعة الواحدة.
- معامل الارتباط بيرسون Person Correlation لحساب ثبات الاختبارات.
- النسبة المئوية للتحسن %Development Progress للوقوف على مقدار التحسن لكلا المجموعتين التجريبية والضابطة.
نسبة التحسن = القياس البعدي – القياس القبلي
ـــــــــــــــ × 100
القياس القبلي
- الاستخلاصات والتوصيات:
- أولاً: الاستخلاصات:
مما سبق عرضه وفي حدود طرق وإجراءات البحث والعينة التي طبقت عليها الدراسة والأساليب الإحصائية المستخدمة والبرنامج التدريبي المقترح يمكن التوصل إلى الاستنتاجات التالية :
- أظهرت المجموعة الضابطة التي تطبق البرنامج المتبع تحسناً معنوياً بين القياسات القبلية والبعدية للمتغيرات البدينة قيد البحث لصالح القياس البعدي.
- أظهرت المجموعة الضابطة التي تطبق البرنامج المتبع تحسناً معنوياً بين القياسات القبلية والبعدية للمتغير المهاري قيد البحث لصالح القياس البعدي.
- أظهرت المجموعة التجريبية التي تطبق البرنامج المقترح ( التجريبي ) تحسناً معنوياً بين القياسات القبلية والبعدية للمتغيرات البدينة قيد البحث لصالح القياس البعدي.
- أظهرت المجموعة التجريبية التي تطبق البرنامج المقترح ( التجريبي ) تحسناً معنوياً بين القياسات القبلية والبعدية للمتغير المهاري قيد البحث لصالح القياس البعدي.
- أظهرت المجموعة التجريبية التي تطبق البرنامج المقترح (التجريبي) تحسناً معنوياً بالمقارنة بالمجموعة الضابطة التي تطبق البرنامج المتبع في القياس البعدى في المتغيرات البدينة قيد البحث.
- أظهرت المجموعة التجريبية التي تطبق البرنامج المقترح (التجريبي) تحسناً معنوياً بالمقارنة بالمجموعة الضابطة التي تطبق البرنامج المتبع في القياس البعدى في المتغير المهاري قيد البحث.
- أظهرت المجموعة التجريبية تفوق في نسبة التحسن بين القياسين القبلي والبعدي في جميع الاختبارات البدنية قيد البحث حيث بلغ نسبة التحسن في قوة القبضة اليمنى ( 12.03 %) وقوة القبضة اليسرى ( 16.09 %) وقوة عضلات الرجلين (19.85 %) وقوة عضلات الظهر (19.30 %) والجلوس من الرقود (15.95 % ) والوثب العريض (15.56 %) والكوبري رأسياً (25.65 %) والكوبري أفقياً ( 30.82 % ) وثني الذراعين من الانبطاح ( 35.34 % ) والانبطاح المائل من الوقوف (23.26 %) والوقوف على العارضة (47.53 % ).
- أظهرت المجموعة التجريبية تفوق في نسبة التحسن بين القياسين القبلي والبعدي في الاختبار المهارية قيد البحث حيث بلغ نسبة التحسن في اختبار أداء مهارة خطفة الوسط العكسية والزميل سلبي (103.33 % ) وبلغ نسبة التحسن في اختبار أداء مهارة خطفة الوسط العكسية والزميل إيجابي ( 292.3 %).
ثانياً: التوصيات:
في ضوء الطرق والإجراءات والنتائج التي تم التوصل إليها يوصي الباحث بما يلي:
1- بالنسبة للمدربين:
- تطبيق البرنامج التدريبي المقترح باستخدام التدريبات المشابهة للأداء لتنمية مكونات اللياقة البدنية الخاصة ( القوة العضلية – التحمل العضلي – القوة المميزة بالسرعة – المرونة – الرشاقة – التوازن ).
- تطبيق البرنامج التدريبي المقترح باستخدام التدريبات المشابهة للأداء لتحسن مستوى أداء المصارعين في أداء مهارة خطفة الوسط العكسية ( الريبو).
- التركيز على التدريبات المهارية أثناء وضع البرامج التدريبية للمصارعين لما لها من تأثير فعال في تنمية مكونات اللياقة البدنية العامة والخاصة وتحسين الأداء الفني (التكنيك).
2- بالنسبة للباحثين:
- إجراء المزيد من الدراسات والبحوث التي تتعلق بمكونات اللياقة البدنية الأخرى.
- إجراء دراسات تتناول المهارات السبعة الأساسية الأخرى مثل الخطو خلفاً والتقوس للخلف في المصارعة.
- إجراء البحث على مراحل سنية مختلفة.
3- الاتحاد المصري للمصارعة:
- الاستفادة من نتائج الدراسة من خلال عقد ندوات ودورات صقل وورش عمل للمدربين تتعلق بتطبيق البرنامج التدريبي المقترح.