hany-gafar

أ.د/ هانى جعفر الصادق محروس

استاذ - رئيس قسم التدريب الرياضي وعلوم الحركة

كلية التربية الرياضية

العنوان: جامعة سوهاج - كلية التربية الرياضية

980

إعجاب

الفورمة الرياضية

الفورمة الرياضية

ماهية الفورمة الرياضية :

    أصبحت الفورمة الرياضية منذ وقت قصير مادة لأبحاث خاصة وربما يكون هذا السبب في أن مصطلح الفورمة الرياضية لم يتم تحديده بكفاية حتى الآن وتوجد العديد من التعاريف والصياغات التي تختص بالتربية الرياضية :

  • يذكر "هارره" عند تناوله لموضوع الفورمة الرياضية : " يتم الارتفاع بمستوي مقدرة الرياضي علي الإنجاز نتيجة لأثر حمل التدريب وحمل المباريات وكذلك نتيجة لأثار الجهود الأخرى التي تبذل بغرض الارتفاع بأسس الفرد البدنية وبدرجة استعداده لأداء الجهد ويطلق علي هذه المقدرة الرياضية المرتفعة اسم (الحالة التدريبية) "

تعريف الفورمة الرياضية: 

  • يحدد "أزولينOsolin " الفورمة الرياضية : " بأنها حالة تدريبية تمكن الرياضي ممن الاشتراك في المنافسات بنجاح "
  • ويذكر "ليتنوف Letunof" الفورمة الرياضية علي أنها : " أنها حالة للرياضي في نطاق مراحل تطور مستوي إنجازه عند إعداده للوصول إلى أقصى مستوى رياضي في أحد الأنشطة الرياضية ".
  • ويذكر "ماتفيف" تحت مصطلح الفورمة الرياضية : " حالة من الاستعداد المثالي لأداء الجهد يصل إليها الفرد في كل مرحلة جديدة من مراحل التطور الرياضي من خلال إعدادا مثالياً لهذا التطور ".

  ويعتبر هذا التعريف أفضل تعريف للفورمة الرياضية لذا يجدر بي إظهار أهم نقاط هذا التعريف :

أولا: أن الفورمة الرياضية لا تدور فقط حول أقصى مستوى يصله الرياضي أثناء كل حياته الرياضية ولكنها تدور أيضا حول المستويات التي يمكن أن يحققها الفرد في كل مراحل تطور بناؤه الرياضي .

ثانيا: يقصد بمراحل التطور الرياضي الدورات المتعاقبة التي يتكون منها الطريق الكلى الذي يسلكه الرياضي للوصول إلى أعلي مستوى له والتي تتميز بمستوى جيد من الإمكانيات الكمية والكيفية.   

ثالثا: يتم الحديث عادة عن فورمة جيدة أو فورمة ممتازة أو فورمة سيئة وتعتبر هذه الصياغات غير سليمة فلا يمكن للفورمة الرياضية أن تكون ممتازة وكذلك لا يمكن أن تكون سيئة لأنه إذا لم يحقق الرياضي المستوى الذي يمكن تحقيقه فليس معنى ذلك أن فورمته سيئة ولكن معناه أنه ليس في فورمته الرياضية علي الإطلاق إي لم يصل بعد إلى فورمته .

  يؤدي التطوير البيولوجي لإمكانيات الفرد إلى الفورمة الرياضية من حيث :

1- قدرة عالية لأجهزة الجسم الداخلية للتكيف السريع مع كل مجهود جديد .

2- قدرات عالية للعمل العضلي للقوة والسرعة و التحمل والرشاقة والتوافق .

3- اقتصادية الوظائف الحيوية مثل الإقلال من استهلاك الطاقة فتكون الطاقة المستهلكة لنفس المجهود الرياضي في الفورمة أقل منها وهو خارج الفورمة .

4- سرعة سير عملية استرجاع القوي لاستعادة الاستشفاء بعد التعب .

5- تحسن التوافق والعمليات السيكولوجية للمتطلبات الوظيفية العالية للمنافسة.

حتى يصل الاعب الى الفورمة الرياضية يجب الارتفاع بمستوى مقدرة الرياضي على الانجاز نتيج لاثر حمل التدريب وحمل المباريات وكذلك نتيجة لاثار الجهود الاخرى التي تبذل بغرض الارتفاع بكفاءه الفرد البدنية وبدرجة استعداد لاداء الجهد , ويطلق على هذه المقدرة الرياضية اسم الحالة التدريبية ؛ وفي بعض الاحيان ينظر الى الفورمة الرياضية على انها حالة يصل اليها الفرد الرياضي مرة واحدة طول حياتة الرياضية ولفترة معينة .

الفورمة الرياضية : تعني انها حالة من الاستعداد المثلى للاداء يصل اليها الفرد في كل مرحلة جديدة من مراحل التطور الرياضي من خلال إعداد مثالي لهذا التطور

ويمكن استخلاص بعض النقاط من هذا التعريف :

اولا : ان الفورمة الرياضية لا تدور فقط حول اقصى مستوى يصل اليه الفرد الرياضي خلال حياتة الرياضية التى غالبا ماتستمر لعدة سنوات , ولكنها تدور أيضا حول المستويات الرياضية المختلفة التي يمكن ان يحققها الفرد في كل مراحل تطور بناؤه الرياضي .

ثانيا : إن الفورمة الراضية عبارة عن حالة من الاستعداد المثالي , ويتم الحديث عادة عن حالة الاعب بانة فورمة جيدة , او فورمة ممتازة او فورمة سيئة .

وبالرجوع الى هذا التحديد فإننا نعتبر هذه الصياغات غير سليمة , فلا يمكن للفورمة الرياضية ان تكون ممتازة وكذلك لا يمكن ان تكون سيئة , ولكن هذا ما يمكن ان يكون نصف به الحالة التدريبية اللاعب ، وإذا لم يحقق الرياضي المستوى الذي يمكنة تحقيقة فليس معنى ذلك ان فورمتة الرياضية سيئة ولكن معناه انه ليس في فورمته الرياضية على الاطلاق اي ان هناك خلل في حالة الفرد التدريبية , اي لم يصل بعد الى الحالة المثلى او فورمتة الرياضية.

وبطبيعة الحال فان الفرد الراضي يتعرض كثيرا لفقد فورمتة الرياضية ثم يستعيدها ثانية على مستوى جديد بعد فترة ثقل واتقان جيد ؤيتطلب ذلك مدرب ذو إمانيات وقدرات فائقة وله فلسفته التدريبية المتميزة

والفورمة الرياضية لا يمكن ان يحتفظ بها الاعب طوال الموسم الرياضي فهي تستمر فترة زمنية على قدر من الارتفاع ثم تهبط مهما كان التدريب سليما ، وتتميز الفورمة الرياضية بارتفاع مستوى الأداء الحركي وتحسن التوافقيات بين العمليات الوظيفية لكل الأعضاء والأجهزة الداخلية للرياضي وعن كريشتوفينكوف تؤدى الميكانيكية الفسيولوجية لتطور الفورمة الرياضية إلى تحسن الديناميكية العصبية للقشرة المخية وإلى بناء نظام لنمط عصبي ديناميكي مستقر ومتشابك للعمليات العصبية (Dynamischer-stereotype) ؛ وأثناء الفورمة الرياضية ترتفع الصفات الرئيسية إلى مستوى تطور عالي خاص ويرتبط تطور الصفات البدنية للرياضي بتطور مهاراته التكنيكية والتاكتيكية ويوضح ذلك اختلاف الصفات البدنية لدى الرياضيين الذين يمارسون أنشطة مختلفة ؛ فمن المعروف أن صفة التحمل لدى السباح تختلف عن صفة التحمل لدى لاعب ألعاب القوى وكذلك تختلف صفة القوي لدى الرباع عنها لدى الملاكم وصفة المرونة لدى لاعب الوثب العالي عنها لدى لاعب كرة السلة ومن ذلك يتضح أن كل مهارة من مهارات الأنشطة المختلفة تطبع خصائصها على الصفة البدنية المناسبة لها وبذلك تتميز الفورمة الرياضية بالوحدة البدنية والمهارات الحركية ، ومع تطور بناء الفورمة الرياضية تتحدد الأجزاء الأساسية المختلفة الحركات - الأنشطة التي يتكون منها التكنيك والتاكتيك الخاص بنوع النشاط الممارس في كل واحد متجانس وبذلك يتم تجنب الحركات المعوقة والحركات غير الضرورية ويتم كذلك التخلص من الراحات بين أجزاء الحركة وكذلك التعارض بينها ويحدث ارتفاع في مستوى دقة وتوقيت الحركات بينما يقل زمن أداء الحركة.

طرق تحديد الفورمة الرياضية إلى مجموعتين :

(أ) الطريقة التربوية : وهي تحدد حالة الأعداد الفسيولوجي والتكنيكي والتكتيكي والرياضي من خلال تقييم صفاته وقدراته ومعلوماته ومهاراته.

(ب) الطريقة الطبية الفسيولوجية : وهي تحدد مستوى مقدرة أهم الأجهزة الوظيفية.

مراحل تطور الفورمة الرياضية :

         تعتبر الفورمة الرياضية طبقا لبعض وجهات النظر حالة تستمر لفترة قصيرة وغير  ثابتة إلى درجة بعيدة جدا ويرى العلماء والمتخصصين أن الفورمة الرياضية تمثل حدود إمكانيات الرياضي ويؤكد أنه لا يصل إلى هذه المرحلة التي تعتبر أقصى مراحل التدريب الرياضي إلا مصادفة ؛ ويتمكن البعض من الوصول إلى أقصى زيادة في مستوي إنجازهم بينما يظل المئات بعيدين عن هذه الفورمة ويتعرض مئات غيرهم لظاهرة الحمل الزائد والذي لا يكون أكثر من إنهاك لقوى الرياضي ومن المعروف تماما أن الفرد لا يستطيع أن يظل في أقصى درجات فورمته لفترة طويلة ، وطبقا لبعض وجهات النظر الأخرى يمكن بل ويتعين علي الرياضي أن يكون دائما في الفورمة وليس من الصعب علينا أن نتبين أنه في هذه الحالة يتم الخلط بين الفورمة الرياضية والحالة التدريبية فإذا كان من الممكن عينا بل وضروريا الحفاظ علي مستوى ثابت من الحالة التدريبية أثناء مثار التدريب الذي يستمر لعدة سنوات فإنه لا يمكن تحقيق ذلك في الفورمة الرياضية وكبرهان مباشر علي هذا العدد الكبير من الحقائق الموضوعية التي بحثت في السنوات الأخيرة عن ديناميكية المستوى الرياضي لأحسن المستويات الرياضية في العالم وأيضا في الأبحاث الطبية الفسيولوجية لديناميكية الحالة التدريبية ، وإذا رسمنا خطا بيانيا لكل نتائج المنافسات التي اشترك فيها أحد الرياضيين يمكن الاقتناع بسهولة بأن هذا الخط يشبه دائما المنحنى وتظهر فيه خطوطا صاعدة وأخرى هابطة بصورة واضحة وطبقا للإحصائيات الجماعية التي أجريت علي العديد من ديناميكيات المستويات خلال سنة كاملة للرياضيين من ذوى أعلى مستوى من ألعاب القوى في العالم وكذلك الرباعيين والسباحين فلقد ظهرت بعض المنحنيات المختلفة وبغض النظر عن الحالات الفردية ظهرت الأنواع التالية من المنحنيات :

(1) منحنى ذو قمة واحدة .

 (2) منحنى ذو قمتين بهبوط بسيط بينهما .

(3) منحنى ذو قمتين بهبوط طويل بينهما .

 (4) منحنى ذو ثلاث قمم وأيضا بهبوط المستوى بين هذه القمم .                       

  وفيما يختص بالطريقة التي اتبعت في تحليل الرسوم البيانية والتي نتج عنها التوصل إلى أنواع المنحنيات التي سابقة الذكر تم ما يلي :

 تم جمع حوالي 450 رسم بياني لديناميكية المستويات طوال العام خصص كل رسم منها لتسجيل نتائج منافسات أحد الرياضيين بنفس التسلسل الذي تم فيه تحقيق هذه النتائج طوال العام وتم تحديد نمط كل رسم من هذه الرسوم على الاتجاه العام لديناميكية الحمل الشهري وأخذ متوسط الإنجاز السنوي كمستوى تم تحديد القيم ومناطق الهبوط قياسا عليه وكان الرسم عبارة عن تسجيل لكل النتائج التي حققها الرياضي في المنافسات الرسمية طوال العام ولم تدخل المستويات المنخفضة التي حققها الرياضي نتيجة الإصابات أو بسبب عدم كفاية الأجهزة أو عدم كفاية الأجهزة أو عدم ملائمة الجو في الحسبان ومن كل بطولة احتسبت أفضل نتيجة حققها الرياضي في كل المحاولات ولرسم الخط البياني لكل رياضي أخذ متوسط المستوى في كل شهر ، ولقد ظهرت كل أنواع الأقواس سابقة الذكر في كل الأنشطة لرياضية التي أجريت عليها البحث إلا أن درجة شيوعها كانت مختلفة من نشاط لأخر ففي جرى المسافات المتوسطة والطويلة كانت أكثر الأنماط شيوعا المنحنيات من النوع الأول والثاني وفي مسابقات ألعاب القوي التي تعتمد علي سرعة القوة وبالذات الرمي ظهر المنحنى من النوع الثالث إلى جانب هذين المنحنين وفي رفع الأثقال كان المنحنى من النوع الرابع هو الشائع .وحددت الفورمة الرياضية بالفترة الزمنية التي تخطي فيها متوسط المستوى الشهري مستوى القياس وكان زمن استمرار هذه الفترة متساويا تقريبا لدى كل الرياضيين من ذو المستويات العالية الذين يمثلون الأنشطة المختلفة .

  وفي المنحنيات ذات القمة العالية بلغت فترة الفورمة الرياضية من شهرين إلي ثلاثة أشهر وبلغت في المنحنيات ذات القمتين والثلاث قمم من أربعة إلى أربعة أشهر ونصف واستغرق الهبوط الصغير في المستوى من ثلاثة أسابيع إلى ستة أسابيع تقريبا والهبوط الكبير من ثلاثة ونصف إلى خمسة أشهر تقريبا.

         وللتأكد من مدى صدق النتائج التي تم التوصل إليها تم اختيار مستوى قياس أخر ، تحتسب فيه فترة استمرار الفورمة الرياضية تبعا للمستوى الذي يتساوى فيه أحسن مستوى شهري مع أفضل المستويات الشهرية أو يتخطاها ولقد قدم  مستوى القياس الأول حدودا أكثر ثباتا من لتحديد الفورمة الرياضية ، وكانت فترة استمرار الفورمة الرياضية متساوية تقريبا في جميع طرق القياس وذلك في الغالبية العظمى من الحالات .

       وعند تحليل الهبوط بين القمم تبادر إلى الذهن سؤال هام هل يعني هذا السؤال فقدانا للفورمة الرياضية ؟ أم أنه عبارة عن حالة بينية خاصة لا علاقة لها بفقدانها؟

       وتتطلب الإجابة علي هذا السؤال تحليلا خاصا سنعود إليه فيما بعد ، ففي حالة الهبوط يتم الحفاظ علي غالبية عناصر الفورمة الرياضية تقريبا وعلى ذلك يكون من الأسلم اعتباره حالة بينية خاصة أما في حالة الهبوط الكبير في مستوى الإنجاز فبفضل اعتباره مرحلة استهلاك فعلى للفورمة الرياضية ويتمشى هذا النمط مع ديناميكية الحمل كما هو موضح بالجدول مع التقسيم المزدوج لفترات التدريب.

      وبغض النظر عن كيفية تمييز الهبوط بين قمم المستوى فهي لا تغير من مدى صح الرأي الخاص باعتبار الفورمة الرياضية حالة غير ثابتة فهي حالة وكذلك هي مرحلة أو بتعبير أدق أحد المراحل التي تحدث في مسار التحسن الرياضي .