للفرد قدرات وطاقات عديدة ولا سبيل لاستخراج هذه القدرات واستغلالها لصالح الفرد والمجتمع إلا بالتطبيق التكنولوجي ، والمصـارعة من الرياضات التي تتطلب قدرات خاصة لتحقيق وإنجاز المستويات العالية ، وتحتاج إلى إعداد جيد يتميز بالشمولية والتكامل من جميع النواحي المهارية والخططية والبدنية والعقلية ، وتتطلب من المصارع دمج كل قدراته بدقة أكثر من أى رياضة أخرى وذلك لما تتطلبه المباراة من جهد ذهني وجسمي طوال فترة النزال عن طريق التحرك على البساط بسرعة فى الاتجاه الصحيح واتخاذ المواقف السليمة لمواجهة الظروف المتغيرة باستمرار.

ولقد اهتم البحث العلمي بدراسة حركة الإنسان اهتماماً كبيراً منذ عهد بعيد من أجل الوصول إلى أعلى مستوياتها مع الاقتصاد في الجهد والطاقة ، فأجريت الأبحـاث والدراسات لمعرفة الآثار الميكانيكية والوظيفية على حركة الإنسان ومدى الاستفادة من قوانينها في الارتقاء بالأداء البشرى ، ويُعد تحليل مستوى الأداء المهارى من الوسائل الهامة التي يرتكز عليها العاملون فى مجال التدريب بهدف الوصول لحلول يمكن عن طريقها توجيه عملية التعليم والتدريب وتحسين الأداء الحركي لتحقيق أفضل النتائج باستخدام الأسلوب العلمي .

ومن خلال استخدام طرق التحليل الحركي يمكن التوصل إلى أدق تفاصيل الحركة والتعرف على شكل الأداء الفني وتحـديد الصفات البدنية وإتقان تفـاصيل الأداء بما يحقـق اقتصاداً فى الجهـد المبـذول .

وتُعد مهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر من أهم المهارات التي يؤديها اللاعب من وضـع الصراع عاليـاً وهى من الخطفات الفنية الكبرى ذات المستوى الفنى العالى والأداء الحركى المتميز والتى يحصل اللاعب عند تأديتها بالطريقة الصحيحة على خمس نقاط كاملة وهى أعلى ميزان تقديري للدرجات بالنسبة لباقي مهارات المصارعة ، ولقد أعطاها القانون الدولي فى التعديل الأخير أهمية كبرى حيث أنها تنهى الجولة لصالح منفذها عند أدائها مرة واحدة بشكل صحيح ويمكن إنهاء المباراة عن طريقها بلمس الكتفين ، وهى تتم بطريقة تعتمد على التوازن والقوة والمرونة كعناصر متجمعة قد يصعب تقديرها كيفياً .

 وقد لاحظ أنه لا توجد مقادير كمية تصف أداء هذه المهارة بالرغم من أن النقاط الكمية تلعب دوراً هاماً وحيوياً فى تطوير الأداء والارتقاء به ، وأن الجانب الديناميكي يُعد بمثابة الخطوة الأساسية التى يستفيد منها اللاعب والمدرب فى تعلم وأداء الحركات خاصة إذا صيغت بعد الحصول على المقادير الكمية فى قالب كيفي يسهل على المعلم والمدرب إدراكه.

- هدف البحث :

يهدف البحث التعرف على الخصائص الديناميكية لمهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر لدى لاعبى المصارعة ويتم تحقيق ذلك من خلال الأتي :

  • استخدام نموذجي براون وجانجستيد وبيفيريدج للتوصيف الكيفي للمهارة قيد الدراسة .
  • التعرف على بعض الخصائص الديناميكية المميزة لمهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر لدى لاعبي المصارعة .

- تساؤلا البحث :

1- ما محددات أداء مهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر باستخدام نموذجي براون وجانجستيد وبيفيريدج ؟

2- ما الخصائص الديناميكية المميزة لمهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر فى المصارعة الرومانية ؟

- منهج البحـث :

المنهج الوصفي ( دراسة الحالة ) باتباع المستوى الأول من التحليل الحركي ( التعرف على النواحي الفنية للأداء ) وذلك لملاءمته لطبيعة هذه الدراسة.

-  مجتمع وعينة البحث :

يمثل مجتمع البحث لاعبي المنتخب القومي المصري لرياضة المصارعة الرومانية من الكبار واختيرت العينة بالطريقة العمدية لعدد ثلاثة لاعبين من لاعبي المنتخب القومي المصري للكبار لرياضة المصارعة الرومانية أوزان         ( 60 كيلو جرام – 66 كيلو جرام – 74 كيلو جرام ) ، والمميزين فى أداء مهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر وذلك بناءً على ترشيح مدرب المنتخب القومي المصري لهم .

- أدوات جمع البيانات :

أستعان الباحث فى جمعه للبيانات بالأدوات والطرق والأجهزة التالية :

  • نموذج بروان Brown .
  • نموذج جانجستيد وبيفيريدج .
  • المقابلة الشخصية .
  • التحليل الحركي باستخدام وحدة Win Analysis ثنائي الأبعاد .
  • التحليل الحركى .

- المعالجات الإحصائية :

  • المتوسط الحسابي .
  • الانحراف المعياري .
  • معامل الالتواء .
  • الدرجة المقدرة .

- الاستخلاصات :

فى ضوء ما أظهرته نتائج البحث وفى حدود عينة البحث المستخدمة ومن خلال مناقشة وتحليل النتائج توصل الباحث إلى الاستخلاصات التالية :-

  • هناك توافقات على المستويين الأفقي والرأسي عند بداية ونهاية أداء المهارة.
  • أدت التوافقات الموجودة بالمهارة إلى الأداء دون وجود أى انحرافات خلال مراحل الأداء.
  • بلغت الإزاحات ( الأفقية - الرأسية ) أكبر مقدار لها فى المرحلة النهائية وبلغ متوسط الإزاحة الأفقية فى هذه المرحلة ( -136.88) ومتوسط الإزاحة الرأسية (184.22 ).
  • بلغت السرعة ( الأفقية - الرأسية ) أكبر مقدار لها فى المرحلة النهائية وبلغ متوسط السرعة الأفقية فى هذه المرحلة ( -3422.11) ومتوسط السرعة الرأسية (4605.61 ).
  • بلغت العجلة الرأسية أكبر مقدار لها فى المرحلة التمهيدية وكان متوسطها ( 6212.50 ) بينما بلغت العجلة الأفقية أكبر مقدار لها فى المرحلة النهائية وكان متوسطها( 24805.39 ) .
  • بلغت القوة ( الأفقية - الرأسية ) أكبر مقدار لها فى المرحلة النهائية وبلغ متوسط القوة الأفقية ( 93458 ) ومتوسط القوة الرأسية ( 31460.57 ).
  • بلغ الدفع ( الأفقي – الرأسي ) أكبر مقدار له فى المرحلة النهائية وبلغ متوسط الدفع الأفقي فى هذه المرحلة (-20221.3) ومتوسط الدفع الرأسي ( 21337.86 ).
  • بلغ الزمن الكلى لأداء المهارة 1.24 ثانية ، وبلغ زمن المرحلة التمهيدية 0.36 ثانية بنسبة 29 ٪ من الزمن الكلى لأداء المهارة ، و زمن المرحلة الرئيسية 0.60 ثانية بنسبة 48.4 ٪ من الزمن الكلى لأداء المهارة ، وزمن المرحلة النهائية 0.28 ثانية بنسبة 6 ٪ من الزمن الكلى لأداء المهارة.

ثانياً : التوصيـات :

  • الالتزام بالنواحي الفنية التي خلصت إليها الدراسة كيفياًَ كمرشد لتعليم مهارة الرمية الخلفية بمواجهة الظهر ( السنتير الخلفي ).
  • استخدام نموذجي براون وجانجستيد وبيفريدج فى توصيف مهارات أخرى فى رياضة المصارعة.
  • مراعاة النتائج الكمية للمهارة التى خلصت إليها الدراسة عند بناء وحدات تدريبية لتعليم المهارة.
  • استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية الخاصة بالتوصيف العام للمهارة ومراحلها كدالة عند إجراء دراسات مقارنة الأداء بالمنحنيات النظرية.
  • الاهتمام بتدريبات القوة والمقاومة.
  • اهتمام المدربين والتركيز على إتقان اللاعبين لهذه المهارة نظراً لأهميتها للاعبين فى الحصول على النقاط الفنية الكبرى وإنهاء المباراة.
  • التركيز على التدريبات التي تخدم المهارة وتسهل أدائها .