المنهج الوصفي  Descriptive method

مقدمة :

يعتبر المنهج الوصفي أكثر المناهج استخداماً في مجال البحوث التربوية والاجتماعية والنفسية والرياضية ـ ويهتم البحث الوصفي بجمع أوصاف دقيقة علمية للظاهرات المدروسة «موضوع البحث» ووصف الوضع الراهن وتفسيره وكذلك التعرف على الآراء والاتجاهات عند الأفراد والجماعات كما يهدف أيضاً إلى دراسة العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة. 

وقد يبدوا البحث الوصفي سهلاً إذ بدوا أنه لا يتطلب سوى طرح لبعض الأسئلة وتدوين نتائج هذه الأسئلة ، واتضح غير ذلك إذ كثيراً ما يتطلب البحث الوصفي طرح العديد من الأسئلة لم يسبق طرحها من قبل وفي بعض الأحيان قد يتطلب البحث الوصفي تصميم أدوات للبحث جديدة بدلاً من الاعتماد على أدوات سبق استخدامها من قبل الأمر الذي يتطلب المزيد من المعرفة والمهارة.   

 وتكمن المهمة الجوهرية للبحث الوصفي في أن يحقق للباحث فهماً أفضل للظاهرة موضوع البحث ، حتى يتمكن من تحقيق تقدم كبير في حل المشكلة البحثية ويتطلب ذلك تحليل الظاهرة والتعرف على العلاقات بين مكوناتها ، والآراء والاتجاهات نحوها ، كذلك العمليات التي تتضمنها والآثار المترتبة عليها.               

 والمتتبع تطوير علم الاجتماع وعلم النفس الرياض وحركة البحث العلمي لهما يستطيع أن يلمس الأهمية التي احتلتها البحوث الوصفية في دفع هذه الحركة والقيمة العلمية التي انطوت عليها نتائج هذه البحوث فيما يتصل بالتطور والنمو والإصلاح نظراً لملائمتها لطبيعة الواقع الاجتماعي وخصائصه إذ من خلالها نتمكن من الإحاطة بكل أبعاد هذا الواقع وتصوره بكل دقة من أجل بلوغ الغايات المرغوبة.            

وللبحث الوصفي أهمية كبيرة في المجال الرياضي إذ يسهم في إضافة معلومات حقيقية عن الوضع الراهن للظواهر الرياضية المختلفة التي تؤثر إيجابياً أو سلبياً على الرياضة ككل. ومثل هذه المعلومات تحمل درجة كبيرة من الأهمية في القدرة على تقويم الوضع الراهن وقد ينتج عن ذلك اقتراح وسائل وأساليب جديدة للتطوير نحو الأفضل بالإضافة إلى زيادة رصيد المعلومات والمعارف العلمية التي تساعد على فهم مثل هذه الظواهر والقدرة على التنبؤ بحدوثها.    

  • مفهوم المنهج أو البحث الوصفي :
  • يعرف "محمد علي محمد" المنهج الوصفي بأنه :

«طريقة يعتمد عليها الباحث في الحصول على معلومات دقيقة لتصور الواقع الاجتماعي وتسهم في تحليل الظواهر المختلفة».

  • ويرى "محمد حسن علاوي" ، و"أسامة كامل راتب" بأن المنهج الوصفي :

هو وصف لما هو كائن أو قائم بالفعل.

  • أو هو جمع بيانات لمحاولة اختيار فروض أو الإجابة على تساؤلات تتعلق بالحالة الجارية أو الراهنة للفرد أو المجتمع عينة البحث .              

ويذكر "خليفة شحاتة" أن المنهج الوصفي :

  • هو أحد الاتجاهات الهامة التي يلجأ إليها الباحث عندما يريد تناول موضوع معين بالدراسة البحثية بشكل واضح ومحدد للوصول إلى وصف دقيق للأحداث والسلوكيات كما هي دون تحليل أو تفسير لها.                                
    • تعريف المنهج الوصفي :
  • ويعرف "محمد الصاوي محمد" المنهج الوصفي التحليلي بأنه :
  • وصف ظاهرة من الظواهر للوصول إلى أسباب هذه الظاهرة والعوامل التي تتحكم فيها واستخلاص النتائج لتعليمها وذلك من خلال تجميع البيانات وتنظيمها وتحليلها وفق خطة بحثية معينة.
  • "ويرى الباحث" من وجهة نظره أن المنهج الوصفي هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات البحثية التي تتكامل لوصف الظاهرة أو الموضوع المراد بحثه اعتماداً على جمع الحقائق والبيانات وتصنيفها وتحليلها تحليلاً كافياً ودقيقاً للوصول إلى نتائج يمكن تعميمها على باقي الظواهر (موضوع البحث).       
    • أسس المنهج الوصفي :
  • بيرتكز المنهج على مجموعة من الأسس أهمها:

[1] التجريد                                 [2] التعميم

  • أولاً : التجريد :

تعني عزل أو انتقاء ظاهرة معينة ، أو انتقاء جزء من الكل، وعلى الرغم من أن التجريد سمة أساسية للبحوث عموماً إلا أن قيمته في البحوث الوصفية تتمثل في الآتي:

عدم إغفال الفروق بينها وبين الظواهر الأخرى والتجريد يقترب من ظواهر الأشياء وليس من باطنها حيث أنه يمكن الاستدلال على باطن الأشياء من ظاهرها.

  • ثانياً : التعميم :

التعميم هو الحكم على فئة داخل مجموعة مع تعميم هذا الحكم على باقي المجموعة والحكم قد يكون شاملاً أو جزئياً والوظيفة الأساسية للتعميم أنه يسد ثغرة بين ما تم استقراؤه وما لم يتم استقراؤه إذا أن هناك قدر مشترك بين الظواهر المختلفة يمكن تعميمه للوصول إلى قاعدة عامة أو قريبة من العمومية يمكن أن تعمم على كافة أو باقي الظواهر وإذا كانت هناك بعض المتغيرات التي  قد تؤثر على الأدوات والمناهج المستخدمة في البحوث فإنه يجب أن تخضع للتطور المستمر حتى تتناسب مع الواقع المتغير .       

  • خصائص وأهمية المنهج الوصفي :

1) الإمداد بمعلومات عملية وسريعة الفائدة لأنها تحصل على حقائق دقيقة عن الظروف القائمة.  

  • استنباط العلاقات الهامة بين الظاهرات الجارية وتفسير معني البيانات .
  • تؤكد المعلومات الحقيقة عن الوضع القائم والتمكن من وضع خططاً أكثر ذكاءً تساعدهم علي شرح المشكلات .
  • تجذب البيانات المناسبة التي تتعلق بالوضع القائم وذلك للانتباه إلي الحاجات التي يمكن أن تظل غير ملاحظة .
  • الكشف عن التطورات أو الظروف أو الاتجاهات التي سوف تقنع المواطنين بأن يسايروا الآخرين استعداد للأحداث المحتملة المقبلة                 
    • مظاهر الاختلاف بين الدراسات الكشفية والوصفية .

م

الدراسات الكشفية

م

الدراسات الوصفية

1

تعريفها: هو محاولة استكشاف شي غامض

1

تعريفها : هي وصف شي موجود بالفعل أو تصف ما هو كائن أو حادث

2

استخدامها:

-       الميادين البحثية الجديدة

-       تحديد المشكلات الهامة ذات القيمة العلمية

-       التعرف علي الظواهر الجديد بالدراسة

-       صياغة المشكلات صياغة علمية

2

استخدامها:

وصف ظاهرة من الظواهر للوصول إلي أسباب الظاهرة والعوامل التي تتحكم فيها واستخلاص النتائج

3

أهداف الدراسة:

-       تحديد مشكلة البحث وصياغة عنوانها صياغة دقيقة

-       تحديد مفاهيم البحث وتوحيدها في شكل دقيق

-       تحديد تساؤلات الدراسة التي تغطي جوانب المشكلة

-       اكتشاف مصادر البيانات

-       كيفية التغلب علي المعوقات التي توجهه الباحث

-       تحديد إطار الدراسة وإجراءاتها

-       تلمس مجالات الدراسة التي يمكن أن يطرقا الباحث

3

أهداف الدراسة:

-       فهم الحاضر لتوجيه المستقبل

-       توفير البيانات والحقائق والاستنتاجات الواقعية

-       وصف وبحث مشاكل الحاضر بمختلف أنواعها ومجالاتها

  • خطوات البحث الوصفي :
  1. تحديد هدف البحث وأغراضه .
  2. جمع البيانات وتحديد الأدوات اللازمة لجمع البيانات .
  3. تصنيف البيانات في مجموعات متجانسة .
  4. تحليل البيانات وتفسيرها .
  5. عرض النتائج .
    • تحديد هدف البحث وأغراضه :

من المسلم به أن أي باحث عندما يقوم باختيار مشكلة ما لبحثها فإنما يرجع ذلك إلي شعوره بصعوبة ما أو شي يحيره بخصوص تلك المشكلة فالشعور بالمشكلة يعتبر شرطاً أساسياً لاختيارها فعلي سبيل المثال إذا شعر أحد مدربي الناشئين في رياضة ما بعدم تقدم مستوي أدائهم علي الرغم من تفانيهم في التدريب فإنه يشعر بأنه توجد صعوبة ما أو أنه أمام مشكلة ما ولكن لم يحدد بعد الأسباب المحددة لها التي تكمن وراء تلك المشكلة مثل طريقة التدريب – مدة التدريب- علاقة المدرب باللاعبين ويقوم الباحث بالتعرف علي المشكلة بعد صياغتها بأسلوب واضح ومحدد .

  • تحديد الأدوات اللازمة لجمع البيانات :

يلجأ الباحث إلي مصادر متباينة مثل الكتب العلمية والدوريات والمقالات والرسائل العلمية والنشرات والصحف وأيضاً المقابلات الشخصية والملاحظات العلمية والاستبيانات وإجراء التجارب للحصول علي معلومات لازمة للبحث كما يجب علي الباحث مراعاة التحقق من صحة المصادر التي يلجأ إليها في الحصول علي المعلومات

  • جمع البيانات وتصنيفها في مجموعات متجانسة :

 يجب علي الباحث بعد جمع البيانات لحل مشكلة بحثه أن يعمل علي تصنيف هذه البيانات في مجموعات متجانسة بدلاً من التشتت دون هدف محدد لكي تساعده في الكشف عن العلاقات الثابتة التي تقوم بين الظواهر .

  • تحليل البيانات وتفسيرها :

بعد أن يقوم الباحث باختيار البيانات يبدأ في تنظيم بيانات البحث في جداول وأشكال ورسوم بيانية تساهم في تلخيص البيانات وتوضيحها ثم يتم بعد ذلك تفسير النتائج المستخلصة ويقيمها كما يجب لتوضيح نواحي القصور في البيانات ويراعي عند تفسير النتائج أن يوضح البحث نتائج الدراسات السابقة ويرتبط التفسير الجيد للنتائج بقدرة الباحث علي الابتكار وتخيل العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة والأسباب التي أدت إلي ظهورها .

  • عرض النتائج وتعميمها :

بعد أن يقوم الباحث باستخلاص النتائج وتفسيرها يبدأ في وضع القوانين التي تنطبق علي الحالات المشابهة كما يجب علي الباحث أن يدرك أن التعميمات التي توصل إليها في بحث معين لا تمتد إلي مواقف جديدة وتنطبق عليها إلا إذا كان هناك قدر كبير من التشابه .

  • ويري «سيد أحمد عثمان» أنه يمكن تقسيم خطوات المنهج الوصفي إلي :
  • فحص الموقف أو مشكلة البحث .
  • تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً ووضع الفروض .
  • تسجيل الافتراضات التي بينت عليها الفروض والإجراءات .
  • اختيار المفحوصين المناسبين والمصادر الملائمة .
  • اختيار أساليب جمع البيانات وتحديد أعدادها .
  • وضع قواعد لتصنيف البيانات تتسم بعدم الغموض وملائمة الغرض من الدراسة والقدرة علي أبراز أوجه التشابه أو الاختلاف والعلاقات بين الظواهر .
  • تقنين أساليب جمع البيانات .
  • القيام بملاحظات موضوعية منتقاة بطريقة منظمة وبشكل دقيق .
  • وصف النتائج وتحليلها وتفسيرها في عبارات واضحة محددة .     
    • مميزات البحوث الوصفية :
    • تقدم لنا البحوث الوصفية فوائد كثيرة تفيد الفرد في فهم مختلف الظواهر الاجتماعية والإنسانية وهذا عن طريق الآتي :
  1. يساعد البحث الوصفي في تقديم حقائق وبيانات ومعلومات دقيقة عن واقع الظاهرة المراد دراستها .
  2. يوضح ويفسر لنا العلاقة بين الظواهر المختلفة كالعلاقة بين الأساليب والنتائج والعلاقة بين الكل والجزء مما يساعد الفرد فهم الظواهر .
  3. يساعد في تفسير وتحليل الظواهر المختلفة وفهم العوامل التي تؤثر علي هذه الظواهر .
  4. يساعد في التنبؤ بمستقبل الظواهر المختلة وذلك من خلال تقديم صورة عن معدل التغيرات في ظاهرة ما بما يساعد الفرد علي التخطيط لبعض مجالات المستقبل .
  5. صياغة عدد من التعميمات أو النتائج التي يمكن أن تكون أساساً يقوم عليه تصور نظري .
  6. وضع مجموعة من التوصيات العملية التي يمكن الاسترشاد بها في مجال الدراسة .
    • المناهج المستخدمة في الدراسات الوصفية :

[1]  الدراسات المسحية .

[2] دراسات العلاقات المتبادلة .

[3] الدراسات التطورية .