alaaeldin_abdelhameed

علاء الدين عبد العال عبد الحميد عبد العال

استاذ مساعد -

كلية الاثار

العنوان: 8 شارع حمدي المتفرع من امتداد شارع الجمهورية-سوهاج

31

إعجاب

الخط العربي (الفرقة الأولى قسم الدراسات الإسلامية -كلية الآداب)

2018-10-22 17:02:57 |

ندرس في هذه المادة النقوش الكتابية، وهى الكتابات المدونة على الآثار الثابتة (العمائر) والتحف المنقولة، والتي تعتبر من العلوم الأساسية المساعدة لعلم الآثار والتاريخ، لأن الوثيقة الكتابية مهما كانت أسطورية أو نصاً تذكارياً أو قصة أدبية أو وثيقة شرعية أو رسالة أو ما إلى ذلك، تعتبر من الأشياء المهمة جداً بالنسبة للآثاري أو المؤرخ، فيستطيع من خلالها معرفة طريقة تفكير الإنسان الذي عاش وقت تحرير هذه الوثيقة وظروفه الجغرافية والاجتماعية والتاريخية والنفسية، فالآثار عموماً هي المرآة التي تتراءى فيها الصور الصحيحة للغات الأمم وعقليتها وظروفها الاجتماعية .

      ويهتم هذا العلم بتتبع صور شكل الحروف وتطورها، وأساليب نقش الكتابة، وطرق تنفيذها ودراسة النصوص لتحديد موضوعاتها وتاريخها ومقارنتها وإكمال الناقص منها.

      وقد بدأت الكتابة في منطقتنا العربية مع استقرار الإنسان وبالتالي نشأت الحضارة، وأخذت أهمية كبرى في حياته وتطوره، وأصبحت هذه المنطقة الساحة المناسبة لتطورات الحضارة الإنسانية.

      ويمكننا تعريف الكتابة بشكل عام بأنها الأثر الذي يتركه الإنسان من خط منقوشًا على المواد المختلفة (حجر – صخر – رخام - خشب – نسيج .. الخ)، والكتابة نوعان:

1-كتابة منقوشة Epigraphy

2-خط مكتوب  Paleography

      ويحددنا في النوعين الأداة التي تستخدم في التدوين والمادة التي تنفذ عليها الكتابة، فللمادة والأداة تأثير كبير في شكل الحرف وتطوره، فإما أن تكسبه الشكل الجاف أو يأخذ الشكل اللين.

      وقد فرضت البيئة المحيطة نوعية مادة الكتابة، فاستخدم الحجر أولاً في كل مكان، ثم جاء استخدام مواد أخرى بعد ذلك، فنجد أهل مصر يكتبون على البردي، بينما في بلاد ما بين النهرين يستعملون ألواح الطين في الكتابة، كما كان الجلد من أوائل المواد التي كتب العرب عليها.

      والكتابة هي التعبير الخطي عن اللغة ووسيلة القبض على الكلمات المنطوقة، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى في قوله "ن والقلم وما يسطرون"، وقال "اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قيدوا العلم بالكتابة".

      فاللغة أسبق من الكتابة بمراحل طويلة، فإذا راجعنا الروايات التي اهتمت بنشأة اللغة العربية، وجدنا أنها تعد من أقدم اللغات السامية، لاحتوائها على مفردات وعناصر قديمة جداً، ولكننا نجد أن أوائل الكتابات العربية ترجع إلى القرون الميلادية الأولى.

      وتفيد دراسة الكتابات والنقوش الأثرية العربية من حيث الشكل _في ضوء ترتيبها الزمني منذ أقدم العصور_في إلقاء المزيد من الضوء على نشأة الكتابة العربية ومعرفة أصولها ومراحل تطورها، كما تساعد في الوصول إلى معرفة أقرب أشكال الكتابات القديمة إليها، والتوصل إلى معرفة الصلة بين هذه الكتابات وبين الكتابة العربية، وبذلك تتضح أهمية دراسة الكتابات العربية من حيث الشكل والتي تساعد في التعرف على أنواع الكتابات العربية، وأساليبها الفنية المختلفة، ومراحل تطورها، والصلة التي تربط بين هذه الأنواع، وبداية ظهور كل نوع منها، إلا أنه يجب ملاحظة أن دراسة مثل هذه المظاهر الفنية والخطية المختلفة يجب أن تتم بالمقارنة مع نماذج متنوعة من الكتابات الأثرية كنقوش السكة والصنج، وكتابات شواهد وتراكيب القبور، وكتابات البرديات والمخطوطات والمصاحف والتحف التطبيقية المتنوعة، كما أنه يجب الاستعانة بما كتب في المصادر التاريخية والمؤلفات الأدبية والعلمية المختلفة  وذلك لأن الخط العربي على الرغم من تميزه بخصائص عامة مشتركة في سائر بلدان العالم الإسلامي، كانت له خصائصه الخاصة في كل بلد وجد فيه، وبالتالي يمكن تمييز الأسلوب الفني لكل بلد عن غيره، وهو ما يعرف في مصطلح تاريخ الفن بالمدارس أو الطرز الفنية، ونتيجة معرفة الطراز الفني للخط العربي في بلد ما يمكن تأريخ الأعمال الفنية الإسلامية غير المؤرخة، وبالتالي يمكن نسبتها إلى بلد بعينه أو إلى مكان إنتاجها، وذلك على أساس مقارناتها بالنماذج المؤرخة المشابهة لها أو القريبة الشبه من أسلوبها الفني .

      وتعتبر النقوش والكتابات الأثرية الإسلامية من المصادر الأصيلة التي يصعب الطعن في قيمتها أو التشكك في أصالتها أو صحتها إلا في حالات قليلة نادرة، فهي من جهة معاصرة للحقائق والأحداث التاريخية التي تسجلها، كما أنها تسد بعض النقص أحياناً الذي يرد في المصادر التاريخية والأدبية المختلفة، غير أن ما يرد بها من معلومات وتواريخ يكاد يكون في جملته صحيحاً وغير محرف إلا فيما ندر، كما أن أسماء الأعلام والأماكن والمعالم التي ترد بها يقل التحريف والتصحيف فيها، وأيضاً من خلالها يمكن استنباط عديد من الحقائق والمعلومات الجديدة والمتنوعة والتي لم تثبتها المصادر المختلفة المعاصرة لها أحياناً  .

      وكثيراً ما كانت ترمز الكتابة إلى وظيفة التحفة نفسها، فضلاً عن مضامينها الأخرى المختلفة من تسجيل أو توقيع أو دعاء أو غير ذلك.وكان الشكل العام للتحفة يؤثر على شكل وحجم الشريط الكتابي وعادة ما يأخذ نفس شكلها، فيدور حولها مثلاً متناسباً مع دورانها بحيث يؤلف معها قيمة تشكيلية تعبر عن الاستمرار، وأحياناً تحقق الكتابة توازناً بين الاتجاه الصاعد والحركة الدائرية، أو توازناً بين الخط والكتلة، أو يساعد على توزيع الفراغات والمساحات توزيعاً متناغماً، وعلى الرغم من أن الخط العربي قيمة جمالية في حد ذاته، حيث أنه أسهم في تجميل المنتجات الفنية من عمائر وفنون تطبيقية، إلا أنه كان يتشكل على أسطح هذه المنتجات وفقاً لملمس ونوع السطح وطبيعة المادة الخام والتصميم الكلي للتحفة الفنية.

      ويكشف أسلوب خط النصوص الكتابية على الآثار الثابتة أو التحف المنقولة عن المستوى الفني في كل عصر، إذ أن تشييد العمائر المختلفة وصناعة التحف الفنية تعكس الحالة الاقتصادية لكل عصر سواء بالرخاء والازدهار أو بالضعف والانهيار.


أجب عن الأسئلة الآتية
* أكمل ما يأتي : 1- فرضت البيئة المحيطة نوعية مادة الكتابة، فاستخدم .....1.... أولاً في كل مكان، ثم جاء استخدام مواد أخرى بعد ذلك، فنجد أهل مصر يكتبون على ...2....، بينما في بلا... إقراء المزيد

نماذج من أسئلة مقرر الخط العربي (الفرقة الأولى بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب)
* يمكننا تعريف الكتابة بشكل عام بأنها الأثر الذي يتركه الإنسان من خط منقوش أو مكتوب على المواد المختلفة (حجر – صخر – رخام - خشب – نسيج .. الخ) يمكننا تعريف الكتابة بشكل... إقراء المزيد