3- مدخل جورج بيريداي George Bereday فى دراسة التربية المقارنة:

يعتبر كتاب جورج بيريداي George Bereday الطريقة المقارنة في التربية Comparative Method in Education عام 1964م معبراً عن آرائه في أهداف التربية المقارنة، بالإضافة إلى أنه يعتبر أول محاولة علمية جادة للبحث عن هوية للتربية المقارنة. فقد كان المجال بحق فى حاجة إلى البحث عن منهجية علمية، تعبر به أزمة الجدل السائد حول تعريف التربية المقارنة، وإذا ما كان ذلك يتم فى ضوء المحتوى العلمى أو الدراسى لها، أم فى ضوء منهجها؟، هل يظل المجال قاصراً على رؤية مايكل سادلر Michael Sadler وهى: «فى دراستنا للنظم التربوية الأجنبية ألا ننسى أن الأشياء الموجودة خارج المدرسة قد تكون أكثر أهمية من الأشياء الموجودة فى داخلها، بل إنها تتحكم فيها وتفسرها». بمعنى هل يظل عمل التربية المقارنة هو البحث فى العلاقات بين المدرسة أم هل من الممكن أن يهتم بالظواهر التعليمية داخل المدرسة؟([1]).

وحاول بيريداي Bereday بوضع منهجية علمية للتربية المقارنة، تعتمد على التجميع الدقيق والمنظم للمعلومات والبيانات التربوية المتشابهة فى كل دولة من دول المقارنة، ثم تصنيف هذه المعلومات والبيانات وتبويبها من خلال مناظرتها بعناية، والتوصل إلى فروض من هذه المناظرة، وفى الخطوة الأخيرة تجرى عملية المقارنة للتأكد من صحة الفروض. سواء كانت مقارنة مطردة أو مقارنة تصويرية.

لذا تعتبر معالجة جورج بيريداي George Bereday من أبرز المعالجات المنهجية التى تأخذ بمنحى الحلول الكبرى، ويشير بيريداي Bereday إلى التربية المقارنة باعتبارها الجغرافية السياسية للمدارس، وأن الغرض من دراستها- بالاعتماد على مساعدة وأساليب الدراسة فى العلوم الاجتماعية- هو البحث عن دروس يمكن استخلاصها من المتغيرات التى يمكن الحصول عليها من التطبيقات التربوية فى المجتمعات المختلفة([2]).

أى أن الهدف النهائى للتربية المقارنة من وجهة نظر بيريداي Bereday هو الوصول إلى تعميمات تساعد على بناء نظرية فى العلاقات بين النظم الاجتماعية وسياقاتها المجتمعية، وبالتالى المساهمة فى صنع السياسة التعليمية، والتجديدات التربوية، وصنع القرار التربوى.

أما فيما يتعلق بالمنطلقات الأساسية لمدخل بيريداي Bereday فيمكن عرضها فى النقاط التالية ([3]):

  • تزايد الاهتمام بالمجتمعات الأجنبية، ونظمها التعليمية، خاصة مع تزايد النـزعة القومية التى عملت على تزايد الاختلافات الإقليمية فى التفكير وأيضاً فى نظم تعليم الصغار وانعكاس ذلك على تزايد الاهتمام بالتربية المقارنة.
  • أن دراسة نظم التعليم الأجنبية لا تساعد فقط على معرفتنا بالشعوب الأجنبية ولكنها فى الوقت نفسه تساعدنا على معرفتنا بأنفسنا.
  • أن التربية المقارنة يمكنها أن تعد بمثابة العملية التمهيدية، قبل عمليات نقل أو استعارة أو استزراع النماذج الأجنبية من خلال قيامها بعمليات التحليل الثقافى.
  • أنه فى ضوء عملية التحليل الثقافى والتى تعنى الوقوف على المسببات الاجتماعية التى تقف خلف النظم التعليمية وتفسيرها فى ضوء مفاهيم العلوم الاجتماعية، يمكن القيام بعملية التنبؤ (أو فرض الفروض)، والتى تعنى هنا التنبؤ (أو التوصل إلى فرض) بنجاح، أو فشل النظام التعليمى فى قبول (أو تبنى) إصلاحات تعليمية من دول أخرى، تم فيها ثبات نجاحها فى ظروف وقوى وعوامل ثقافية متشابهة.
  • الاهتمام بالتحليل الشامل باعتباره ذروة ومنتهى أمل التربية المقارنة، ويقصد بالتحليل الشامل دراسة التأثير الكلى للتربية على المجتمع من منظور عالمى، فهو يعنى الاهتمام بالقوى والعوامل العامة المشتركة المباشرة بين المجتمعات التى يتم فى ضوئها بناء النظم التعليمية.

وفيما يلى عرض للخطوات الأربعة لمدخل بيريداي Bereday في الدراسات التربوية المقارنة، وهى:

أ- مرحلة الوصف     Description:

         وفي هذه المرحلة يمكن تناول الصفات العامة التي تتميز بها منطقة من المناطق الجغرافية مثل: التوزيع السكاني، الموقع الجغرافي، المناخ والبيئة الطبيعية بصفة عامة، وكذلك الثقافة والمجتمع، والدراسات الوصفية في هذه المرحلة، تمثل شاهدات حية واقعية من الدارس، أو تعتبر شاهد عيان لما في هذه المناطق، وهذه المعلومات التي يمكن الحصول عليها في مرحلة الوصف، تعتبر المادة الخام أو المصادر الأولية للباحث قبل دراسته للنظام التعليمي.

ويؤكد جورج بيريداي  George Beredayعلى أنه إذا كانت هذه الخطوة الأولى أي دراسة الخواص والصفات العامة التي تتميز بها منطقة من مناطق العالم، فإن الخطوة الثانية كما يحدد بيريداي Bereday تكون هي دراسة النظام التعليمي نفسه، ولكن بنفس المنهج أيضاً، أي عن طريق الملاحظة المباشرة ويتم ذلك عن طريق زيارة معاهد التعليم المختلفة أو المدارس سواء مرحلة ما قبل المدرسة (دور الحضانة ورياض الأطفال) أو المدارس الابتدائية، والمتوسطة والثانوية، ومعاهد التعليم الفني، والكليات المتوسطة، والجامعات، على أن يتم في هذه الزيارات جمع البيانات منها مباشرة. وتحديد طريقة تسجيل البيانات التي يتم جمعها وهناك طرق مساعدة في ذلك مثل: الخرائط والرسوم البيانية والتوضيحية، وجداول الإحصاء وجداول جمع البيانات وتبويبها، ويمكن بعد ذلك تحديد فرض أو عدة فروض لبحثها خلال فترة زمنية محددة لدراسة نظام تعليمي محدد([4]).

وفي ضوء ما سبق يتضح أن هذه الخطوة تتضمن عملية تجميع البيانات والمعلومات التربوية الوصفية والإحصائية من الكتب والنشرات والتشريعات واللوائح والكتب الإحصائية وغيرها من المطبوعات، والتى عن طريقها يمكن الحصول على بيان كامل عن النظام التعليمى فى كل بلد، ويعنى هذا القيام بدراسات عن نظام التعليم فى كل بلد على حدة.

وتتطلب عملية الوصف عدة أمور، من أهمها ما يلى([5]):

  • قراءات واسعة عريضة على أساس المصادر الأولية مثل مشاهدات العيان والتقارير وتسجيلات السابقين وغيرها.
  • وقد يتطلب الوصف زيارة النظام التعليمى نفسه، وقد يكون ميسوراً إذا توافر المال اللازم لهذه الزيارة، لكن هناك مزالق.. فإن الفرد يجب ألا يزور فقط المدارس التى حددتها لها السلطات التعليمية، ولكن عليه أن يزور عينة واسعة شاملة من المدارس، وكل نوع منها.
  • تسجيل ما رآه الفرد فى زيارته مستخدماً فى ذلك الخرائط والرسوم والجداول والإحصاءات وعرض المادة فى صورة مجدولة.
  • أخيراً يؤدى الوصف إلى الوصول إلى فروض معينة أو تعميمات أولية.

ب- مرحلة التفسير Interpretation:

وهي تمثل المرحلة الثانية، ويقصد بهذه الخطوة تحليل وتقييم المعلومات التربوية للبلد أو للبلاد موضع الدراسة من خلال القوى والعوامل الثقافية المؤثرة: الجغرافية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية... وغيرها. ويرى بيريداي Bereday أن دراسة كل هذه العوامل يمكن أن يساعد في الإجابة على السؤال الرئيسي لماذا؟  Why this? Why Educational System is as it is? وعن طريق عمليات المقارنة يستطيع الباحث أن يجيب على السؤال الرئيسي التالي (كيف؟) ونلاحظ أن السؤال ( How ) يمكن الباحث أن يصل إلى حل مشكلة تعليمية مهنية مثلاً، وكذلك تفسير ظاهرة مميزة للنظام التعليمي. ويتطلب التفسير الاستعانة بالميادين الأخرى لتوضيح السبب فى وجود النظام التعليمى بالصورة التى هو عليها وتفسير العلل والأسباب.. أى يجب على السؤال.. لماذا؟ وهو ما يؤدى إلى المقارنة مباشرة.

ج-مرحلة المقابلة أو المناظرة Juxtaposition:

وهدف هذه الخطوة هو توضيح أوجه التشابه والاختلاف بين المادة العلمية التي جمعت .... وهذا يتطلب وضع معايير للمقارنة يختبر على أساسها المادة العلمية التي جمعت يتوصل إلى صياغة بعض الفروض للتحليل المقارن. وهذه المرحلة تستهدف المزاوجة بين المادة العلمية التي جمعت من أجل المقارنة، وذلك بترتيب وتنظيم المادة على أسس موحدة ووضعها في مجموعات أو تطبيقات متماثلة. وتقتضي هذه الخطوة أيضاً البحث عن الفروض والتوصل إليها من واقع تصنيفات المادة العلمية. ويجب أن توضع الفروض بحيث تكون متمشية مع هذه التصنيفات بما يساعد على البرهنة عليها وأبسط صور المناظرة هي الجدولة، أو المعالجة الرأسية أو المتسلسلة، وعلى الرغم من بساطة الصورة الأولى وسهولتها فإنها أقل شيوعاً في استخدامها بالنسبة للطريقة الثانية.

وفي طريقة عمل الجدولة من أجل المناظرة ترتب المادة العلمية أو المواد التي تم جمعها والمراد مقارنتها جنباً إلى جنب في أعمدة أو صفوف. وفي حالة الترتيب الأفقي توضع المادة العلمية مرتبة تحت بعضها البعض بحسب الدول. أما الترتيب الرأسي فتوضع المادة العلمية مرتبة بجوار بعضها البعض حسب الدول. وهو مفيد بصفة خاصة في عمل المقارنات الإحصائية وتوضيح تفصيلات التركيب الإداري للأنظمة التعليمية([6]).

لذا في هذه الخطوة يتم تجميع البيانات والإحصاءات وتبويبها وتصنيفها، ويتم تحديد المتشابهات والمختلفات في البيانات التي تم جمعها في المرحلة الأولى، وبذلك يمكن وضع معيار للمقارنة Criteria of Comparability  ، وبعد ذلك فحص الأوجه المحددة للمقارنة عن طريق عمليات المناظرة، وهكذا يمكن تحديد الفروض تحديداً واضحاً.

أي أن في هذه الخطوة يتم مقابلة عناصر النظام أو المشكلة والقوى والعوامل المؤثرة فيها عن طريق وضع بعضها بجوار بعض وذلك بقصد تحديد نقاط التشابه والاختلاف فيهما استناداً إلى معايير أو مؤشرات معينة للمقارنة. وتعنى هذه المقابلة أو المناظرة الاستعراض النمطى للنظم المختلفة لتحديد الإطار العام التى تتم داخله عملية المقارنة. ويمكن وصف هذه الخطوة بأنها خطوة المقارنة الأولية([7]).

وقد تكون عملية المقابلة أو المناظرة فى أبسط صورها كما ذكرنا سابقاً على هيئة جداول تبين أوجه التشابه والاختلاف بين عناصر ومكونات النظام، ويعمل الباحث على الوصول إلى فروض أو إجراءات تساعد فى رسم سياسة لحل هذه المشكلات التعليمية([8]).

وفي ضوء ما سبق يتضح أن عملية المقارنة هي ببساطة عملية ترتيب للمادة العلمية التي تم جمعها وإعدادها للمقارنة وبهذا نضع أساس للمقارنة واسعاً وعريضاً كالمقارنة بين دولتين ليست بينهما قوى وعوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية مشتركة وإنما يشتركان في بعض الجوانب العامة كالمقارنة بين إنجلترا واليابان باعتبارهما جزيرتين قويتين، ومن ثم يقارن بينهما لربط العزلة التي تجمع بينهما. وقد تكون المقارنة أكثر تحديداً بين دول تربط بينهما قوى وعوامل ثقافية قوية كالمقارنة بين الدول العربية مثلاً التي توجد بينها قوى وعوامل ثقافية مشتركة مثل العوامل التالية: اللغوي، والديني، والسياسي، وغيرها، مع اختلاف بعضها عن بعض في بعض جوانب التطور التاريخي. وسواء أكانت المقارنة عريضة أو محدودة فإن مرحلة المناظرة تحاول أن تصل إلى جوانب أوجه التشابه والاختلاف تعتبر في الواقع لب عملية المقارنة.

د- مرحلة المقارنة   Comparison:

مرحلة المقارنة هي المرحلة الرابعة والأخيرة في مدخل جورج بيريداي George Bereday ويتم في هذه المرحلة المقارنة بين قطرين أو عدة أقطار من حيث الأوجه التي تم بيانها وتمثلها في مرحلة المناظرة، ويمكن في نهاية هذه المرحلة (مرحلة المقارنة) الوصول إلى:

  • نتائج محددة حول النظام التعليمي ومشكلاته.
  • تحديد بعض صفات النظام التعليمي وكيف يمكن الاستفادة منها في حل مشكلات نظام تعليمي آخر.

أي أن في ضوء الحقائق التي حصل عليها باحث التربية المقارنة وتفسيرات هذه الحقائق، تم ترتيب كل هذا بحيث تتقابل الحقائق فى نظام ما بالحقائق فى نظام آخر، يقوم الباحث بإجراء عمليات المقارنة، وهذه تتطلب أولاً اختيار المشكلات ثم دراسة الفرضيات الخاصة بالإصلاح، وهى مجموعة السياسات والبرامج الإصلاحية ثم التنبؤ بنتائج هذه السياسات والبرامج([9]).

ويمكن تقسيم عملية المقارنة إلى نوعين، هما:

  • المقارنة المطردة: وهى عملية انتقال من دولة إلى أخرى فى جانب من جوانب المقارنة، ثم العودة مرة أخرى لتناول هذه الدول فى جانب آخر للمقارنة بطريقة مطردة أيضاً وهكذا.. والنقطة الأساسية فى المقارنة المطردة تتمثل فى ترتيب المادة العلمية عن الموضوع الواحد للدول المختلفة فى نسيج واحد يجمع بينهما فى ترابط كامل. ويتطلب هذا البحث دائماً عن المواد المتكافئة كأساس المقارنة بين الدول. وتكون المقارنة المطردة متباينة فى درجة تركيزها وبصرف النظر عن هذا التباين فإن المقارنة المطردة يجب أن تؤدى فى النهاية إلى نتائج عامة تستخلص منه المقارنة.
  • المقارنة التصويرية: وتستخدم حيثما يصعب عمل المقارنة المطردة، وتقوم هذه الطريقة على أساس عرض المادة العلمية بصورة عشوائية مع عقد المقارنات التصويرية بما تسمح به المادة العلمية. وفى هذه الطريقة يصعب التوصل إلى تعميمات أو الوصول إلى قوانين أو استخلاص نتائج. وكثير من النتائج التحليلية قد تترك للقارئ ليفهمها من السياق.

وفى مرحلة المقارنة يتم التوصل إلى تحقيق الفروض التى استخلصت فى خطوة المقابلة أو المناظرة، وذلك عن طريق التوصل إلى بعض النتائج. ويحذر جورج بيريداي George Bereday من التكلف أو المعاناة في المقارنة، ذلك أن دارس التربية المقارنة في محاولته للوصول إلى مقارنة متزنة قد يصدر في بعض الأحوال أحكاماً غير متزنة. وفي حالة عدم تمكنه من عقد هذه المقارنة المتزنة فإن عليه أن يكتفي بالمقارنة التصويرية أو الوصفية، وفي هذه الحالة لا يمكن التوصل إلى تعميمات أو قوانين عامة.

ويعتقد جورج بيريداي George Bereday أن أسهل صورة للتحليل المقارن تتمثل فى طريقة المشكلات وليس فى التحليل الكامل للقوى التى تقوم عليها النظم التعليمية. وذلك لأن طريقة المشكلات هى بمثابة تدريب يساعد على القيام بالتحليل الكامل على أساس الخطوات الأربع التى يقدمها جورج بيريداي George Bereday. وتتضمن طريقة المشكلات اختيار مشكلة واحدة ودراستها فى أكثر من نظام تعليمى، وتوصل هذه الطريقة إلى الأساليب المختلفة التى أخذت بها النظم التعليمية فى مواجهة هذه المشكلات.

ويقرر جورج بيريداي George Bereday أنه من الصعب عبور الفجوة بين الدراسات المنطقية أو المجالية والدراسات المقارنة. ومع أن الطريقة التي يقترحها تبدو منطقية فإن تطبيقها واستخدامها عملياً تكتنفه بعض الصعوبات، لذلك يعتقد جورج بيريداي George Bereday أن أسهل صورة للتحليل المقارن تتمثل في طريقة المشكلات وليس في التحليل الكامل للقوى والعوامل الثقافية التي تقوم عليها النظم التعليمية. وذلك لأن طريقة المشكلات هي بمثابة تدريب يساعد على القيام بالتحليل الكامل على أساس الخطوات الأربع التي يقدمها جورج بيريداي George Bereday. وتتضمن طريقة المشكلات كما سبق أن أشرنا اختيار مشكلة واحدة ودراستها في أكثر من نظام تعليمي، وتوصل هذه الطريقة إلى الأساليب المختلفة التي أخذت بها النظم التعليمية في مواجهة هذه المشكلات. ومن هنا يمكن أن تفيد مثل هذه الدراسة المقارنة للمشكلات واضعي السياسة التعليمية والمسئولين عن التخطيط التعليمي في تبصيرهم ومساعدتهم على الاهتداء بها في عملهم.

وقد وجه إلى هذا المدخل العديد من الانتقادات من أهمها ما يلى:

  • عدم وجود معايير موضوعية تتم فى ضوئها عملية التفسير.
  • أن عملية التفسير تحتاج إلى فريق من الباحثين من تخصصات مختلفة.
  • أن عملية وضع الفروض يجب أن تتم فى بداية البحث وليس فى قرب نهايته.
  • يعتبر نوع وكم المادة التربوية التى يتم تجميعها فى الخطوة الأولى- الوصف- من أهم المشكلات فى منهجية جورج بيريدايGeorge Bereday، فلم تحدد المنهجية كم ونوعية المادة المطلوبة.

وفي ضوء ما سبق يمكن القول بأن جورج بيريداي George Bereday يرى أن دراسة المشكلات التربوية هو الموضوع الأساسي لدراسة التربية المقارنة، فالتربية المقارنة يجب أن تبحث عن المشكلات التربوية وتصف مظاهرها ثم تتعمق في أسبابها ثم تبحث عن أسباب نشأة هذه المشكلة في بلد ما، ولماذا بدت المشكلة في كل بلد بالصورة التي هي عليها؟، ولماذا أخذت معالجة هذه المشكلة صوراً مختلفة خاصة بكل بلد، وما أسباب ذلك؟ وبذلك نقل جورج بيريداي George Bereday التربية المقارنة إلى مرحلة جديدة بعد مرحلة الطابع القومي National Character ، أو الخصائص القومية التي بدأها السير مايكل إيرنست سادلر Sir Michael E. Sadler ، والتي طورها ودعمها كبار رجال التربية المقارنة إلا أن هذا المنهج يحتاج إلى البدء بالدراسة المسحية التي عرفت باسم دراسات المنطقية، ودراسة الحالة Case Study لمعرفة ظروف وأوضاع التعليم في بلد معين لا في صورة ساكنة، ولكن في صورة ديناميكية تظهر فيها هذه الأوضاع والظروف بكافة أبعادها وخلفياتها الثقافية.

 

([1]) أمين محمد النبوى. مرجع سابق، ص 55.

([2]) شاكر محمد فتحى أحمد وآخرون. التربية المقارنة: الأصول المنهجية والتعليم فى أوربا وشرق آسيا والخليج العربى ومصر. القاهرة: بيت الحكمة للإعلام والنشر، 1996م، ص68.

([3]) أمين محمد النبوى. مرجع سابق، ص 57.

([4]) عبد الجواد بكر وآخرون. المرجع السابق، ص 88.

([5]) محمد منير مرسى. المرجع السابق، ص 61.

([6])المرجع السابق، ص 62.

([7]) نبيل حمد عامر صبيح وآخرون. مرجع سابق، ص 52.

([8]) أحمد إسماعيل حجى. مرجع سابق، ص ص52-53.

([9]) محمد منير مرسى. مرجع سابق، ص ص62-63.