يوسف: المِحْنَة والمِنْحَة

יוסֵף: הַנִּסָּיון וְהַמַּעֲנָק

كان لقصة يوسف في التوراة وضع متميز ، حيث احتلت السفر الأول من أسفار التوراة بنحو عشرين إصحاحًا ، كما كانت ، وما تزال ، موضع اهتمام وعناية من الأدباء والكتاب في بقاع كثيرة من العالم كمادة درامية صيغت في قوالب أدبية وفنية ، واصطبغت ،أحيانًا، بلون شعبي ( أبرزها في الأدب الفارسي ، حيث بلغ عدد الآثار المنظومة لهذه القصة ثمانية وعشرين أثراً )

وهي قصة إنسانية تلعب فيها العواطف والمشاعر الدور الرئيس ، فتؤثر في سير الأحداث والأشخاص ، وتوجههم نحو الخير والشر ، وهي قصة رحبة واسعة تتعدد فيها الشخصيات وتتلون الأحداث ، فشخصية يوسف شخصية ثرية متعددة المِحَن ، فكان منها ما كان من كيد إخوته له ، ووقوعه في الرق ، وكيد المرأة له ، ومحنة السجن ، ومحنة السلطان وهو يتحكم في أقوات الناس ، كل تلك المحن يخرج منها متجرداً خالصاً ، كذلك كان شخصية متعددة المِنَح ، إذ وهبه الله جمال المنظر ، كما وهبه القدرة على تفسير الأحلام ، ليس ذلك فحسب، بل منحه الله التدبير المحكم الذي أنجى مصر من كارثة القحط ، كما منحه النفوذ والسلطان في آخر الأمر . 

(أ) ملخص القصة

يوسف هو بكر يعقوب من زوجته راحيل والحادي عشر من أولاد يعقوب الاثني عشر. وُلد في فدان أرام ، ودعته أمه بهذا الاسم قائلةً: "يزيدني الرب" لاعتقادها بأن الله سيرزقها ابنًا آخر، وكان كذلك

"ל,כב וַיִּזְכֹּר אֱלֹהִים, אֶת-רָחֵל; וַיִּשְׁמַע אֵלֶיהָ אֱלֹהִים, וַיִּפְתַּח אֶת-רַחְמָהּ.  ל,כג וַתַּהַר, וַתֵּלֶד בֵּן; וַתֹּאמֶר, אָסַף אֱלֹהִים אֶת-חֶרְפָּתִי.  ל,כד וַתִּקְרָא אֶת-שְׁמוֹ יוֹסֵף, לֵאמֹר:  יֹסֵף יְהוָה לִי, בֵּן אַחֵר."

« وَذَكَرَ \للهُ رَاحِيلَ وَسَمِعَ لَهَا \للهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ \بْناً فَقَالَتْ: «قَدْ نَزَعَ \للهُ عَارِي». وَدَعَتِ \سْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: «يَزِيدُنِي \لرَّبُّ \بْناً آخَرَ».  (تك30: 22-24)

كان محبوبًا للأب دون سائر إخوته ، كما أثارت أحلامه غيرة أخوته، فنقموا عليه وفكروا في وسيلة للتخلص منه:

"לז,ג וְיִשְׂרָאֵל, אָהַב אֶת-יוֹסֵף מִכָּל-בָּנָיו--כִּי-בֶן-זְקֻנִים הוּא, לוֹ; וְעָשָׂה לוֹ, כְּתֹנֶת פַּסִּים.  לז,ד וַיִּרְאוּ אֶחָיו, כִּי-אֹתוֹ אָהַב אֲבִיהֶם מִכָּל-אֶחָיו--וַיִּשְׂנְאוּ, אֹתוֹ; וְלֹא יָכְלוּ, דַּבְּרוֹ לְשָׁלֹם.  לז,ה וַיַּחֲלֹם יוֹסֵף חֲלוֹם, וַיַּגֵּד לְאֶחָיו; וַיּוֹסִפוּ עוֹד, שְׂנֹא אֹתוֹ.  לז,ו וַיֹּאמֶר, אֲלֵיהֶם:  שִׁמְעוּ-נָא, הַחֲלוֹם הַזֶּה אֲשֶׁר חָלָמְתִּי.  לז,ז וְהִנֵּה אֲנַחְנוּ מְאַלְּמִים אֲלֻמִּים, בְּתוֹךְ הַשָּׂדֶה, וְהִנֵּה קָמָה אֲלֻמָּתִי, וְגַם-נִצָּבָה; וְהִנֵּה תְסֻבֶּינָה אֲלֻמֹּתֵיכֶם, וַתִּשְׁתַּחֲוֶיןָ לַאֲלֻמָּתִי.  לז,ח וַיֹּאמְרוּ לוֹ, אֶחָיו, הֲמָלֹךְ תִּמְלֹךְ עָלֵינוּ, אִם-מָשׁוֹל תִּמְשֹׁל בָּנוּ; וַיּוֹסִפוּ עוֹד שְׂנֹא אֹתוֹ, עַל-חֲלֹמֹתָיו וְעַל-דְּבָרָיו.  לז,ט וַיַּחֲלֹם עוֹד חֲלוֹם אַחֵר, וַיְסַפֵּר אֹתוֹ לְאֶחָיו; וַיֹּאמֶר, הִנֵּה חָלַמְתִּי חֲלוֹם עוֹד, וְהִנֵּה הַשֶּׁמֶשׁ וְהַיָּרֵחַ וְאַחַד עָשָׂר כּוֹכָבִים, מִשְׁתַּחֲוִים לִי.  לז,י וַיְסַפֵּר אֶל-אָבִיו, וְאֶל-אֶחָיו, וַיִּגְעַר-בּוֹ אָבִיו, וַיֹּאמֶר לוֹ מָה הַחֲלוֹם הַזֶּה אֲשֶׁר חָלָמְתָּ:  הֲבוֹא נָבוֹא, אֲנִי וְאִמְּךָ וְאַחֶיךָ, לְהִשְׁתַּחֲו‍ֹת לְךָ, אָרְצָה.  לז,יא וַיְקַנְאוּ-בוֹ, אֶחָיו; וְאָבִיו, שָׁמַר אֶת-הַדָּבָר". 

« وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ \بْنُ شَيْخُوخَتِهِ فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصاً مُلَوَّناً. فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. وَحَلُمَ يُوسُفُ حُلْماً وَأَخْبَرَ إِخْوَتَهُ فَازْدَادُوا أَيْضاً بُغْضاً لَهُ. 6فَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا هَذَا \لْحُلْمَ \لَّذِي حَلُمْتُ. 7فَهَا نَحْنُ حَازِمُونَ حُزَماً فِي \لْحَقْلِ وَإِذَا حُزْمَتِي قَامَتْ وَ\نْتَصَبَتْ فَاحْتَاطَتْ حُزَمُكُمْ وَسَجَدَتْ لِحُزْمَتِي». فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكاً أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطاً؟» وَ\زْدَادُوا أَيْضاً بُغْضاً لَهُ مِنْ أَجْلِ أَحْلاَمِهِ وَمِنْ أَجْلِ كَلاَمِهِ. 9ثُمَّ حَلُمَ أَيْضاً حُلْماً آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْماً أَيْضاً وَإِذَا \لشَّمْسُ وَ\لْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: «مَا هَذَا \لْحُلْمُ \لَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى \لأَرْضِ؟» فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ \لأَمْرَ» (تكوين 37: 3-11 )

وتشير الرمزية في حلم يوسف إلى سيادته على بيت أبيه خاصةً ، وسيادته على بني إسرائيل كافة ، بل وسلطانه في مصر. تلك الفكرة التي تكرر تصويرها بواسطة حلمين مختلفين.    

ولما بلغ السابعة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى شكيم حيث كان أخوته يرعون أغنامهم، ليتفقد أحوالهم. وعندما بلغ شكيم قيل له أن أخوته اتجهوا إلى دوثان، فلحق بهم وعندما اقترب منهم فكروا في قتله. ولكنهم عدلوا عن هذه الفكرة بسبب اقتراح أخيهم رأوبين وطرحوه في بئر قديمة مهجورة لا ماء فيها. وظن رأوبين أنه يستطيع بهذه الوسيلة أن يرده إلى أبيه بعد أن يكون أخوته قد غادروا البئر، ولكن هؤلاء باعوه إلى قافلة إسماعيلية كانت في طريقها إلى مصر. ثم احتالوا على أبيهم بادِّعائهم أن وحشًا برِّيًا افترس يوسف ، فمزق يعقوب ثيابه وحزن عليه حزنًا شديدًا.

 أخذ الإسماعيليون يوسف إلى مصر وباعوه إلى فوطيفار قائد حرس فرعون، فظهرت مقدرة العبد الشاب فوكله فوطيفار على كل بيته. غير أن إمرأة سيده قد ولعت بجماله ، ورغبته نفسها ، وحاولت مرارًا أن تدفعه للفاحشة معها ، فكان دائم الإعراض عنها. ثم اتهمته المرأة ظلمًا، فأُلقي في السجن سنوات. وهناك اكتسب ثقة السَّجان فوكله على جميع  المسجونين.

وقد منحه الله قدرة على تفسير أحلام رئيس السقاة ورئيس الخبازين لدى فرعون، وقد كانا ألقيا في السجن، وقد تحقق تفسيره لأحلامهما. وبعد ذلك بسنتين حلم فرعون حلمين ، ولم يتمكن أحد من تفسيرهما. ثم تذكر رئيس سقاة فرعون، الذي كان قد أُعيد إلى وظيفته ، يوسف وأخبر عما حدث له في السجن فأُحضر يوسف وفسَّر حلمي فرعون وذكر أنه سوف تأتي سبع سنين شبع يتلوها سبع سنين جوع ، واقترح أن يعين شخص يجمع الفائض في سنين الشبع ويخزنه لسني الجوع وقد وافق فرعون على الاقتراح.

ولما رأى فرعون من حكمة يوسف عينه رئيسًا لمخازنه، فأصبح يوسف في وظيفته هذه من الرؤساء في الدولة، وثانيًا في الرتبة بعد فرعون. وكان يوسف حينئذ في الثلاثين من عمره.

מא,לט וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה אֶל-יוֹסֵף, אַחֲרֵי הוֹדִיעַ אֱלֹהִים אוֹתְךָ אֶת-כָּל-זֹאת, אֵין-נָבוֹן וְחָכָם, כָּמוֹךָ.  מא,מ אַתָּה תִּהְיֶה עַל-בֵּיתִי, וְעַל-פִּיךָ יִשַּׁק כָּל-עַמִּי; רַק הַכִּסֵּא, אֶגְדַּל מִמֶּךָּ.  מא,מא וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה, אֶל-יוֹסֵף:  רְאֵה נָתַתִּי אֹתְךָ, עַל כָּל-אֶרֶץ מִצְרָיִם.  מא,מב וַיָּסַר פַּרְעֹה אֶת-טַבַּעְתּוֹ מֵעַל יָדוֹ, וַיִּתֵּן אֹתָהּ עַל-יַד יוֹסֵף; וַיַּלְבֵּשׁ אֹתוֹ בִּגְדֵי-שֵׁשׁ, וַיָּשֶׂם רְבִד הַזָּהָב עַל-צַוָּארוֹ.  מא,מג וַיַּרְכֵּב אֹתוֹ, בְּמִרְכֶּבֶת הַמִּשְׁנֶה אֲשֶׁר-לוֹ, וַיִּקְרְאוּ לְפָנָיו, אַבְרֵךְ; וְנָתוֹן אֹתוֹ, עַל כָּל-אֶרֶץ מִצְרָיִם.  מא,מד וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה אֶל-יוֹסֵף, אֲנִי פַרְעֹה; וּבִלְעָדֶיךָ, לֹא-יָרִים אִישׁ אֶת-יָדוֹ וְאֶת-רַגְלוֹ--בְּכָל-אֶרֶץ מִצְרָיִם. "

»  ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ \للهُ كُلَّ هَذَا لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي. إِلَّا إِنَّ \لْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ». ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ \لثَّانِيَةِ وَنَادُوا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ.» ( تكوين 41: 14-44 ) 

 وقد هذبته التجارب وصقلته الآلام لمدة ثلاثة عشر عامًا. وقد عزا يوسف ما كان ينعم به من أخلاق رفيعة ويتمتع به من مقام اجتماعي إلى الله الذي لم يتركه ولم يتخل عنه (تك39: 9، 42: 18). 

 وقد أعطاه فرعون أسنات بنت فوطي فارع زوجةً ، وكانت من أسرة كهنوتية في أون أو عين شمس. ورُزق منها بمنسى وأفرايم قبل حدوث المجاعة في مصر (تك41: 50-52).

وحلت المجاعة التي أنبأ عنها وعمت العالم الذي كان معروفا يومئذ لاسيما القسم الغربي منه حول حوض البحر المتوسط (تك41: 44 و56 و57). ولكن مصر كانت قد استعدت بفضل يوسف لمواجهة الجوع لأنها خزنت القمح والحبوب بمخازن عظيمة ابتنتها لهذه الغاية حسب تعليمات يوسف وإرشاداته. فذهب أخوة يوسف إلى مصر لابتياع حنطة. ولم يعرفوا يوسف. أما هو فعرفهم. وبخضوعهم له تحققت أحلامه التي جرَّت عليه متاعب كثيرة في بادئ الأمر.

وبعد أن امتحن أخلاقهم بشتى الأساليب في رحلتهم الثانية إلى مصر أعلن عن نفسه مصفحًا عن الجور الذي ألحقوه به سابقا، ولكنه لم يجلس مع أخوته على المائدة بل تناول طعامه وحده وبمعزل عنهم (تك43: 32). لأنه غدا من طبقة أرفع وعضوًا بارزًا في طبقة الأشراف التي كانت تأنف الاحتكاك بالعوام.

وكان المصريون يترفعون على الأغراب والأجانب ولا يجالسونهم. ونبذوا رعاة المواشي نبذ النواة ، وعدوهم من سقط المتاع حتى وإن كانوا مصريين مثلهم ؛ لأن رعاية المواشي لم تكن لتتكافأ وتتماشى وآداب الطبقة الراقية وطهارتها (تك46: 34). وهذا الموقف من طبقة الرعاة حمل يوسف على إسكان قومه في أرض جاسان كي لا يحتكوا بأهل البلاد.

وكان فرعون الذي رحب بقوم يوسف بعد نزولهم في مصر من سلالة الهكسوس. وهذا يتفق تماما وإقامة العبرانيين بالقرب من المدينة التي اتخذها الهكسوس عاصمة لهم في [تانيس] - صوعن - (مز78: 12 و43). وأما الملك الذي بغى على العبرانيين ومنعهم من مغادرة مصر (خر1: 8). فهو على الأرجح أحد الفراعنة الذين حكموا مصر بعد طرد دولة الهكسوس.

ومات يوسف وهو ابن مئة وعشر سنة. وحنطت جثته وفقا لعادات المصريين. وعندما خرج العبرانيون من مصر نقلوا رفاته حسب وصيته إلى أرض كنعان (تك50: 25) ونفذت وصيته ودفنت موميته نهائيًا بالقرب من شكيم (خر13: 19  ويش24: 32).

وقد رأى بعض الباحثين شبهًا بين قصة يوسف و [قصة الأخين] القديمة التي نسخت لسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشرة على أوراق البردي والمحفوظة في المتحف البريطاني. وخلاصتها أن أخًا صغيرًا اتُّهم ظلمًا بالاعتداء على زوجة أخيه الأكبر. فنجا الأخ الأصغر من نقمة الأخ الأكبر بتوسط إله الشمس الذي ملأ نهرًا بالتماسيح فحالت هذه دون بطش الأكبر بالأصغر. ولكن الأمور الخيالية في هذه القصة تختلف كثيرا عن قصة يوسف([1])

 

(ب) التحليل الأدبي

1- الفكرة والمضامين:

تأتي أحداث قصة يوسف (عليه السلام) ضمن إطار سردي تاريخي محض ، بوصفها حلقة تاريخية في سلسلة أحداث متتالية ومترابطة تحكي تاريخ بني إسرائيل في عصر الآباء (إبراهيم- إسحق- يعقوب). ويتجلى الطابع التاريخي للسرد في اهتمامه بالتفاصيل البيئية والاجتماعية لتلك الجماعة ، وفي تكرار عبارات معينة كمقدمة سردية للحدث تربطه بما سبقه من أحداث. مثل:

" וַיְהִי, אַחַר הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה " " وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ \لأُمُورِ" (تكوين39 : 7 )

" וַיְהִי בָּעֵת הַהִוא   " " وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ \لزَّمَانِ"  (تكوين 38: 1)

" וַיְהִי כְּהַיּוֹם הַזֶּה,"   " ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هَذَا \لْوَقْتِ " ( تكوين 39: 11)

وفي هذا الجو المفعم بالتفاصيل تكاد تخلو القصة من هدف ديني دعوي ، فلا تذكر شيئًا عن أي جهد ليعقوب ويوسف في الدعوة إلى توحيد الله ، كما لا تركز على الصفة النبوية لهاتين الشخصيتين ، فتتعامل معهما بوصفهما شخصيتين تاريخيتين. ومع ذلك فهي لا تفتقر لعبرة أو مغزى أخلاقي ، إذ يمكن أن نخلص منها إلى أن الشر لا يفلح مهما استفحل وأن التمسك بتقوى الله هي سبيل النجاة.   

وإذا كانت القصة تخلو من غاية دينية ترمي إلى الدعوة إلى الله وتوحيده ، فإنها لا تخلو من هدف قومي يربط بين جماعة إسرائيل وأرض كنعان برباط مقدس. فها هو يوسف ، في مشهد النهاية ، يوصي بني إسرائيل بدفنه - بعد موته - في الأرض الموعودة ، كما يبشرهم بعودتهم إلى الأرض بعد حين:

" נ,כד וַיֹּאמֶר יוֹסֵף אֶל-אֶחָיו, אָנֹכִי מֵת; וֵאלֹהִים פָּקֹד יִפְקֹד אֶתְכֶם, וְהֶעֱלָה אֶתְכֶם מִן-הָאָרֶץ הַזֹּאת, אֶל-הָאָרֶץ, אֲשֶׁר נִשְׁבַּע לְאַבְרָהָם לְיִצְחָק וּלְיַעֲקֹב.  נ,כה וַיַּשְׁבַּע יוֹסֵף, אֶת-בְּנֵי יִשְׂרָאֵל לֵאמֹר:  פָּקֹד יִפְקֹד אֱלֹהִים אֶתְכֶם, וְהַעֲלִתֶם אֶת-עַצְמֹתַי מִזֶּה.    נ,כו וַיָּמָת יוֹסֵף, בֶּן-מֵאָה וָעֶשֶׂר שָׁנִים; וַיַּחַנְטוּ אֹתוֹ, וַיִּישֶׂם  בָּאָרוֹן בְּמִצְרָיִם." 

24وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا أَمُوتُ وَلَكِنَّ \للهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هَذِهِ \لأَرْضِ إِلَى \لأَرْضِ \لَّتِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ». 25وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اللهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا». 26ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَهُوَ \بْنُ مِئَةٍ وَعَشَرِ سِنِينَ فَحَنَّطُوهُ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ.   (تكوين50: 24 - 26)

 

2- الحبكة:

تبدو الحبكة هنا محكمة ، فتسير في تسلسل زمني/منطقي وفقًا للتطور الزمني للشخصيات والأحداث ، وحتى بلوغ النهاية/الحل التي لا تخرج ، في الغالب ، عن القالب السردي التاريخي ، فتتحدث عن استقرار العبرانيين في مصر. وهي على النحو التالي:

أ- بداية: تنطلق من مشاعر إنسانية تحرك الأحداث بوتيرة متسارعة ، حيث يحقد الأخوة على أخيهم الأصغر بسبب رؤياه وتفضيل أبيهم له من دونهم. مما حملهم على الكيد له وإلقائه في هاوية جب في الصحراء ، لكن العناية الإلهية أدركته فحملته إحدى القوافل القاصدة أرض مصر.

" וְיִשְׂרָאֵל, אָהַב אֶת-יוֹסֵף מִכָּל-בָּנָיו--כִּי-בֶן-זְקֻנִים הוּא, לוֹ; וְעָשָׂה לוֹ, כְּתֹנֶת פַּסִּים.  וַיִּרְאוּ אֶחָיו, כִּי-אֹתוֹ אָהַב אֲבִיהֶם מִכָּל-אֶחָיו--וַיִּשְׂנְאוּ, אֹתוֹ; וְלֹא יָכְלוּ, דַּבְּרוֹ לְשָׁלֹם.  ... וַיַּחֲלֹם עוֹד חֲלוֹם אַחֵר, וַיְסַפֵּר אֹתוֹ לְאֶחָיו; וַיֹּאמֶר, הִנֵּה חָלַמְתִּי חֲלוֹם עוֹד, וְהִנֵּה הַשֶּׁמֶשׁ וְהַיָּרֵחַ וְאַחַד עָשָׂר כּוֹכָבִים, מִשְׁתַּחֲוִים לִי.  וַיְסַפֵּר אֶל-אָבִיו, וְאֶל-אֶחָיו, וַיִּגְעַר-בּו אָבִיו, וַיֹּאמֶר לוֹ מָה הַחֲלוֹם הַזֶּה אֲשֶׁר חָלָמְתָּ:  הֲבוֹא נָבוֹא, אֲנִי וְאִמְּךָ וְאַחֶיךָ, לְהִשְׁתַּחֲו‍ֹת לְךָ, אָרְצָה.   וַיְקַנְאוּ-בוֹ, אֶחָיו; וְאָבִיו, שָׁמַר אֶת-הַדָּבָר. "

" وَأَمَّا إِسْرَائِيلُ فَأَحَبَّ يُوسُفَ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ بَنِيهِ لأَنَّهُ \بْنُ شَيْخُوخَتِهِ فَصَنَعَ لَهُ قَمِيصاً مُلَوَّناً. فَلَمَّا رَأَى إِخْوَتُهُ أَنَّ أَبَاهُمْ أَحَبَّهُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ أَبْغَضُوهُ وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُكَلِّمُوهُ بِسَلاَمٍ. ... ثُمَّ حَلُمَ أَيْضاً حُلْماً آخَرَ وَقَصَّهُ عَلَى إِخْوَتِهِ. فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ حَلُمْتُ حُلْماً أَيْضاً وَإِذَا \لشَّمْسُ وَ\لْقَمَرُ وَأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً سَاجِدَةٌ لِي». وَقَصَّهُ عَلَى أَبِيهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ فَانْتَهَرَهُ أَبُوهُ وَقَالَ لَهُ: " مَا هَذَا \لْحُلْمُ \لَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى \لأَرْضِ؟" فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ \لأَمْرَ. "

ب- وسط: تبدأ تلك المرحلة مع نزول يوسف أرض مصر وخدمته لدى قائد جند فرعون ، ثم تأخذ الأحداث في التسارع ، فتراوده زوجة سيده عن نفسه ، فلما استعصم وأبى خوفاً من الله ، وجهت مشاعر المرأة مصير يوسف وكادت له ، فكان مصيره السجن. وهنا تأخذ الأزمة في الاقتراب من الحل ، حيث تظهر براعة يوسف في تفسيره الرؤى.

"  וַיְהִי, אַחַר הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה, וַתִּשָּׂא אֵשֶׁת-אֲדֹנָיו אֶת-עֵינֶיהָ, אֶל-יוֹסֵף; וַתֹּאמֶר, שִׁכְבָה עִמִּי.  וַיְמָאֵן--וַיֹּאמֶר אֶל-אֵשֶׁת אֲדֹנָיו, הֵן אֲדֹנִי לֹא-יָדַע אִתִּי מַה-בַּבָּיִת; וְכֹל אֲשֶׁר-יֶשׁ-לוֹ, נָתַן בְּיָדִי . אֵינֶנּוּ גָדוֹל בַּבַּיִת הַזֶּה, מִמֶּנִּי, וְלֹא-חָשַׂךְ מִמֶּנִּי מְאוּמָה, כִּי אִם-אוֹתָךְ בַּאֲשֶׁר אַתְּ-אִשְׁתּוֹ; וְאֵיךְ אֶעֱשֶׂה הָרָעָה הַגְּדֹלָה, הַזֹּאת, וְחָטָאתִי, לֵאלֹהִים. "

« وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ \لأُمُورِ أَنَّ \مْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجِعْ مَعِي». فَأَبَى وَقَالَ لِامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي \لْبَيْتِ وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي. لَيْسَ هُوَ فِي هَذَا \لْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئاً غَيْرَكِ لأَنَّكِ \مْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا \لشَّرَّ \لْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى \للهِ؟» ( تكوين39 : 7 -9)

ج- نهاية: تنتهي الأزمة أو محنة يوسف بتفسيره رؤيا فرعون ، وما ألحقه به من تدبير محكم كان له أثره الطيب في نفس فرعون ، فنصَّبه والياً على مصر ، واستمر يوسف في الحكم حتى وافته المنية.

" וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה אֶל-יוֹסֵף, אַחֲרֵי הוֹדִיעַ אֱלֹהִים אוֹתְךָ אֶת-כָּל-זֹאת, אֵין-נָבוֹן וְחָכָם, כָּמוֹךָ.     אַתָּה תִּהְיֶה עַל-בֵּיתִי, וְעַל-פִּיךָ יִשַּׁק כָּל-עַמִּי; רַק הַכִּסֵּא, אֶגְדַּל מִמֶּךָּ.     וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה, אֶל-יוֹסֵף:  רְאֵה נָתַתִּי אֹתְךָ, עַל כָּל-אֶרֶץ מִצְרָיִם.   וַיָּסַר פַּרְעֹה אֶת-טַבַּעְתּוֹ מֵעַל יָדוֹ, וַיִּתֵּן אֹתָהּ עַל-יַד יוֹסֵף; וַיַּלְבֵּשׁ אֹתוֹ בִּגְדֵי-שֵׁשׁ, וַיָּשֶׂם רְבִד הַזָּהָב עַל-צַוָּארוֹ.   וַיַּרְכֵּב אֹתוֹ, בְּמִרְכֶּבֶת הַמִּשְׁנֶה אֲשֶׁר-לוֹ, וַיִּקְרְאוּ לְפָנָיו, אַבְרֵךְ; וְנָתוֹן אֹתוֹ, עַל כָּל-אֶרֶץ מִצְרָיִם.   וַיֹּאמֶר פַּרְעֹה אֶל-יוֹסֵף, אֲנִי פַרְעֹה; וּבִלְעָדֶיךָ, לֹא-יָרִים אִישׁ אֶת-יָדוֹ וְאֶת-רַגְלוֹ--בְּכָל-אֶרֶץ מִצְרָיִם."

" ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ \للهُ كُلَّ هَذَا لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي.  إِلَّا إِنَّ \لْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ». ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ 43وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ \لثَّانِيَةِ وَنَادُوا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ "     ( تكوين 41: 39 – 44)

 

3- الشخصيات:

بقدر ثراء الأحداث في قصة يوسف ، تتمتع القصة كذلك بثراء شخصياتها ، سواء من حيث أبعادها النفسية ، أو من حيث تنوعها ما بين أساسية وثانوية.

أما الشخصية الأساسية أو المحورية فيجسدها يوسف الذي يتسم، علاوة على جمال المنظر(وهي صفة ظاهرية) ، ببعض الصفات النفسية والأخلاقية التالية:

- الجدية والمثابرة في العمل.

- الحكمة وحسن التدبير، ذلك بأن رسم خطة اقتصادية بارعة لفرعون يتقي بها سبع سني الجوع.

- تقوى الله وحفظ الجميل ، وهو ما تجسد في موقفه من زوجة سيده.

- الصفح والتسامح تجاه أخوته في مصر.

وفضلاً عن ذلك فقد كان موفقًا في كل أعماله مؤيدًا من الله. كما أفاض الله عليه بعلمه في تعبير الأحلام.

أما الشخصيات الثانوية الأخرى فأهمها شخصية (يعقوب) ، ذلك الشيخ الذي يجسِّد مشاعر الحب والحنو تجاه ابنه الصغير. وهي المشاعر التي جرَّت على يوسف محنته الأولى. وهناك أيضًا زوجة فوطيفار، المرأة التي قادت مشاعرها تجاه يوسف ، من ولع ثم حقد ، إلى محنته الثانية. علاوة على إخوة يوسف الذين جسدوا مثالاً صارخًا لمشاعر الحقد والحسد.

كما يظهر فوطيفار (قائد جند فرعون) ليحسن إلى يوسف في بداية الأمر ، ثم يلقي به في النهاية إلى السجن بمكيدة من زوجته. وكلها شخصيات نامية تحرك الأحداث في إيقاع سريع. وأخيرًا يأتي دور فرعون ليضع حدًا لمعاناة يوسف.

4- الحوار:

لقد عبَّر الحوار تعبيرًا صادقاً عن العديد من المشاعر والمواقف المختلفة ، فمثله كلمات يعقوب التي تشير إلى أبلغ معاني الحزن واليأس لفقده ابنه: " כִּי-אֵרֵד אֶל-בְּנִי אָבֵל שְׁאֹלָה;"  " إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى \بْنِي نَائِحاً إِلَى \لْهَاوِيَة".   ( تكوين37: 35).

كما عكس تواضع يوسف لله وإيمانه المطلق به في بعض عباراته الإنشائية: " הֲלוֹא לֵאלֹהִים פִּתְרֹנִים   "-" أَلَيْسَتْ لِلَّهِ \لتَّعَابِيرُ؟ "  (تكوين 40: 8) ، " וְאֵיךְ אֶעֱשֶׂה הָרָעָה הַגְּדֹלָה, הַזֹּאת, וְחָטָאתִי, לֵאלֹהִים. "   " فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا \لشَّرَّ \لْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى \للهِ "  (تكوين 39: 9).

وقد بلغ الحوار أقصى درجات الفجاجة والمباشرة لتنفير القارئ من سلوك المرأة المنحرف ، وهو ما عبرت عنه زوجة فوطيفار بقولها:     " שִׁכְבָה עִמִּי. « اضْطَجِعْ مَعِي »   (تكوين 39: 7)

كذلك اتخذ الحوار ، في بعض الأحيان ، أسلوب السخرية والاستفهام الاستنكاري ، مثلما في رد فعل يعقوب وبنيه إزاء حلم الفتى:  " הֲמָלֹךְ תִּמְלֹךְ עָלֵינוּ, אִם-מָשׁוֹל תִּמְשֹׁל בָּנוּ; "      " أَلَعَلَّكَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا مُلْكاً أَمْ تَتَسَلَّطُ عَلَيْنَا تَسَلُّطاً؟ »(تكوين37: 8) ، " מָה הַחֲלוֹם הַזֶּה אֲשֶׁר חָלָמְתָּ:  הֲבוֹא נָבוֹא, אֲנִי וְאִמְּךָ וְאַחֶיךָ, לְהִשְׁתַּחֲו‍ֹת לְךָ,  אָרְצָה."  « مَا هَذَا \لْحُلْمُ \لَّذِي حَلُمْتَ! هَلْ نَأْتِي أَنَا وَأُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ لِنَسْجُدَ لَكَ إِلَى \لأَرْضِ؟» (تكوين 37: 10).    

      

 5- المكان والزمان:

تتنوع الأماكن في القصة بين البوادي وبساطتها وجفافها في أرض كنعان ، وبين القصور ورفاهتها في أرض مصر وخصوبتها. كما تمثل كونها مغلقة حالة من الأزمة والمحنة ، كالجب الذي أُلقى فيه يوسف بدايةً ، والسجن الذي أُودع فيه بعد ذلك.

وقد تميز الزمن بالطول النسبي نظرًا لطول الأحداث ، فيشير إلى سنوات مبهمة مدة سجن يوسف ، وسبع سنوات رخاء أعقبتها سبع سنوات مجاعة.

 

[1] ) قاموس الكتاب المقدس ، ص 741 ، 742 (بتصرف)